منتديات مصرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
زائر
زائر

نظرة فى مصارعة الثيران Empty نظرة فى مصارعة الثيران

الخميس 14 نوفمبر 2013, 5:53 pm
لقد أثار تقليد مصارعة الثيران المُثير للجدل المُناقشات العالمية فيما يخص حماية الحيوان؛ فهذا النوع من الرياضة مُقنن فى دولِ مثل أسبانيا والميكسيك حيث لا تخضع هذه الدول للقوانين الحامية للحيوانات، فى الوقت الذى صرّح فيه المجتمع الأوربى بأنّ رياضة مُصارعة الثيران نشاطُ محمى. هذا غير أنّ الكثيريين يرون أنّها فنُ وتقليد ثقافى قديم مرعىّ بينما يرى فيها أخرون العنف والقسوة اتجاه الحيوان. وبزدياد العولمة وإدراك الحاجة إلى رعاية الحيوان، فإنّ شعبيّة هذه الرياضة آخذة فى الهبوط وبخاصة فى المُجتمعات الغربيّة. هذا غير أنّنا نتساءل: هل لمُجتمعِ ما الحق فى أنّ يفرض قيمه ورؤاه الأخلاقيّة على غيره فى منع رياضة مُصارعة الثيران، أم أنّ المُجتمعات المُمارسة لها ستحرمّها بإرادتها؟ إنّ الطبيعة البشريّة مطبوعة على العُنف؛ فطالما حيّى قدماءُ الإغريق والرومان مشاهد الدماءوالقسوة فى مسارحهم عند مُصارعة الأسود والثيران. وعِوضاً عن هذا فى أيامنا هذه، فقد نشأت أفلام ألأكشن والمُصارعة فقط لتُرضى تعطش الجماهير للدماء المسفوك. هناك من يربط بين نشأة هذه الرياضة والأعياد الدينيّة القديمة فة شبه جزيرة أيبيريا فى أسبانيا، وهى التى تطورت فيما بعد بما يُعرف ب" الكوردس" أو مُصارعة الثيران حالياً. وعلة الاإبقاء عليها حالياً من الممُكن أنّ نلتمسها فى" ظاهرة التطهر النفسيّة" لدى مُمارسيها ومشاهديها وهى اراحة النفوس عند رؤيتها مناظر الدماء تُراق أما مها، حيث تُطلق من النفوس المخاوف والأحقاد والرغبة فى سفك الدماء الذى ينطوى عليها الجنس البشرى أو من أجل متطلبات السياحة وجلب الأجانب أو لكونها عادة قديمة فى التراث ذاته. ويعتقد البعض فى أنّها ترمز لمعنى أصيل فى التراث الأسبانى على وجه الخصوص أو أنّها رمز تذكارى لإنتصار الذكاء البشرى على قوى الطبيعة الغاشمة أو أنّها رقصة الباليه الدرماتيكى مع الموت. وهب أنّنا سلمنا بكل ما سبق كعلل لبقاء هذه الرياضة، فهل يصحّ تعذيب وإيذاء الحيوان ليس إلّا لمجرد إرضاء العاطفة البشريّة الغليظة والمحافظة على العُرف القديم؟! وليس هُناك من أرقام رسميُة تدلنا ما إذا كانت صناعة السياحة قد استعملت مُصارعة الثيران أم لا ، إلّا أنّه من المعلوم أنّ المُنتجعات السياحيّة بطول الواحل الأسبانيّة تحوى حلقات بُنيت خصيصاً لعروض هذه الرياضة. وتعلن مُنظمة البيتا أنّ ما يربو على خمسةِ وثلاثين ألف ثورِ يتمّ قتلها سنوياً فى العروض حيث يُعذب الحيوان ويُذبح حياً فى الوقت الذى يُحيّى فيه الجماهير ذلك المُصارع الأسبانى البطل الذى يأتى برأس الثور الغضوب. تزعم الدول المُقرّة لهذه المُمارسة سواء أسبانيا أو الميكسيك أنّ القتال الناشئ بين المُجالد والثور ما هو إلّا مُنافسة فنيّة احتفاليّة عادلة بين القوّة والمهارة. غير أنّهم لا يكشفون عن أنّ الثور لا يُمكن من الدفاع عن نفسه على الإطلاق حيث أن العديد من مُصارعى الثيران يصرحون بأنّ قوى الثور دائماً ما يتمّ إنهاكها بالمُهدءات والمُخدرات والضرب المتواصل فوق موضع الكُلى، هذا غير ما يوضع على أعينهم من الجلى لتشويش الرؤية لديهم والأوزان الثقيلة التى تُعلّق فى رقابهم أسابيع قبل القتال وحبسهم لساعات فى الظلام قبل إطلاقهم إلى حيث ساحة القتال. إنّ زيادة الإهتمام بالحيوان قد أنقص من شراسة مُمارسة تلك الرياضة ، فقدّ ظهر ت عروض للمُصارعة تخلو من سفك دماء الحيوان كما هو فى النظام البرتغالى ؛ فاثور هُنالك لا يُذبح ولكنّه مازال يُعذب أيضاً. إنّ القسوة بالحيوان لابدّ أنّ تُدان كُلّيةَ. فاالحيوانات، وخاصة الضخام منها، ينبغى أن يُنظر إليها بوصفها ثروة وليس كأدوات للعروض.فحتى يتسنى لنا إبطال هذه العادة، فعلينا أنّ نبدأ تثقيف المُجتمعات التى تُمارسها. فالتثقيف هو الحل وليس فرض القيم الغريبة عليها بالقوة؛ ولذا، فاستهداف صغار الأجيال بالتثقيف هو الذى يخطو بالقضاء على هذه المُصارعة سريعاً. ومن المُمكن أن تمولّ المُنظمات الدوليّة التى تحمى حقوق الحيوان تلك الجهود التثقيفيّة على أمل أنّها تؤثرّ فى الأجيال القادمة. وقد يبدو هذا مثالياً حيث أنّها قد تستغرق أجيالاً لإبطال هذه العادة ، غير أنّنى لا أرى سواه حلاً ناجعاً. إنّه حلُ طويل الأجل ومن الجائز أنّ تتولد منه حركات أومشاريع تحمى حقوق الحيوان إذا أمكن تنفيذه بفعاليّة. إنّ مُصارعة الثيران ،سواء التى تنتهى بقتله أو بتعذيبه فقط، لهو مشهد فظُ مُنحطُ لا ينبغى أنّ يكون فى عالمِ مُتحضر.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى