منتديات مصرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
ليدر
مدير الموقع
مدير الموقع
ذكر
رقم العضوية : 4
عدد المساهمات : 9777
التقييم : 402
تاريخ التسجيل : 07/11/2010
العمر : 57
http://leader-des.com/vb/

ماذا تريد اسرائيل من السودان Empty ماذا تريد اسرائيل من السودان

الخميس 01 نوفمبر 2012, 8:15 pm
الهجوم الصهيوني الأخير على السودان وتدمير مصنع إستراتيجي لتصنيع الأسلحة والذخائر ليس مفاجئًا وليس جديدًا، ولن يكون أخيرًا ما دامت الأمور تجري على هذا النحو في العالم العربي. لقد شنت "إسرائيل" من قبل هجومين في العامين 2009 و2011م داخل الأراضي السودانية استهدفا مواقع حيوية, ومرَّا دون أي عقاب، ولم تتحرك الدول العربية والإسلامية للدفاع عن السودان أو وضع ترتيبات للمستقبل، وهي حالة متكررة في السياسات العربية تستغلها "إسرائيل" وإيران وغيرها من الدول المتربصة بالمنطقة..

نستمع لتصريحات منددة ومستنكرة، ولكننا لا نرى أبدًا خطة للتعامل مع الموقف الذي يمثل تهديدًا للأمن العربي والإسلامي بأكمله وليس للسودان وحده.. السودان ليس عمقًا إستراتيجيًّا مهمًّا لمصر وحدها ولكن للعالم العربي كله، وهو بوابة العالم الإسلامي لإفريقيا السوداء والتي تعدّ على مدار التاريخ مطمعًا كبيرًا للغرب وحلفائه لما؛ فيها من ثروات ضخمة لم يكتشف منها حتى الآن إلا الجزء اليسير. كما أنها أرض خصبة للمنصرين الذين يستغلون فقر سكانها وجهل الكثير منهم بالأديان السماوية لنشر معتقداتهم وتحويلهم لطابور خامس يخدمون سياسات الدول الاستعمارية الكبرى، التي تمتص خيرات هذه البلدان للحفاظ على رفاهية شعوبها.

"إسرائيل" لم تعد مجرد عدو محتل للأراضي العربية، ولكنه كيان له خطة وإستراتيجية تهدف للتوسع والسيطرة وخلخلة القوى المعارضة لها في المنطقة، والاستفادة من الخلافات بين دولها لتحقيق مكاسب أكبر.. لقد اقتحمت "إسرائيل" العالم العربي قبل أكثر من 60 عامًا وابتلعت قطعة من قلبه، ومنذ ذلك الوقت وهي تتمدد وغيرها ينكمش، حتى أصبح أقصى أماني بعض العرب أن توافق على "السلام" مقابل جزء صغير من الأرض، فلماذا لا تضرب في العمق مرة بعد الأخرى؟!

الضربة الأخيرة كانت لها دلالات عميقة، فقد جاءت والدنيا كلها تتكلم عن وقت توجيه "إسرائيل" ضربة "قاصمة" لإيران بسبب برنامجها النووي، وكأن وقوع الضربة أمر مفروغ منه، وقد اشترك في هذه المسرحية الكثيرون بحسن نية أو بسوء نية؛ لأن "إسرائيل" معركتها لم تكن في يوم من الأيام مع إيران، ولا كانت حتى مع "أشاوس" العالم العربي الذين استغلوا "إسرائيل" لتثبيت دعائم ملكهم مثل طاغية الشام حافظ الأسد ونجله بشار..

إيران على حسب ما ينشر في الإعلام الغربي وتروجه هي عن نفسها تعدت بخطوات في مشروعها النووي دول أخرى وجهت لها "إسرائيل" ضربات وقائية مثل العراق، فلماذا تقف مترددة هكذا أمامها؟!

والعجيب عندما تضرب بعد كل هذا الصراخ والصخب الإعلامي تضرب دولة فقيرة محاصرة، وتزعم أنها دولة "إرهابية"، وتدعي أن قصف مصنع "اليرموك" للأسلحة والذخيرة في العاصمة السودانية الخرطوم استهدف شحنات أسلحة متطورة من صنع إيران كانت سترسل إلى قطاع غزة، وليس مصنع الأسلحة نفسه! إذا كان هذا الكلام صحيح، فلماذا لم تضرب إيران نفسها وهي دولة المنبع وصاحبة البرنامج النووي المتطور؟ على الأقل ستمنعها من تكرار المحاولة عن طريق آخر، وقد تفلت وتصل إلى غزة، وهو أمر تعلم "إسرائيل" جيدًا أنه وارد الحدوث؛ لأن أقوى دولة في العالم وهي الولايات المتحدة لا تستطيع منع وصول أسلحة إلى أي مكان في العالم بنسبة 100%.

إن القضية ليست أسلحة تخشى من وصولها إلى غزة، ولا حتى كما قال وزير الخارجية السوداني علي كرتي أن "إسرائيل أرادت بعدوانها على مجمع اليرموك الصناعي في الخرطوم، التأكيد للإسرائيليين على أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو من يحمي أمنهم ومصالحهم, وأن ضرب المجمع جاء في إطار السباق الانتخابي في إسرائيل، حيث يعاني التحالف المكون للحكومة الإسرائيلية الآن حالة ضعف ويحاول أن يلملم أطرافه" وحسب، فالأمر أبعد من ذلك..

إن السودان تخوض مباحثات حامية مع "دولة الجنوب" الموالية لـ"إسرائيل" في عدة ملفات أمنية واقتصادية مهمة تتعلق بالأراضي والحدود والنفط، وقد اتفقوا على بعض النقاط وما زال الخلاف دائرًا حول البعض الآخر؛ لذا فتسديد ضربة للمصنع الذي يمد الجيش السوداني بمعظم احتياجاته يضعف من موقفه التفاوضي ويقوِّي من موقف الجانب الآخر، والذي انتهز الفرصة وضرب بعض الولايات الحدودية بالمدفعية عقب الضربة الصهيونية.

رسائل إسرائيلية في اتجاهات عديدة
إن إسرائيل تريد إيصال عدد من الرسائل كعادتها في مثل هذه الظروف وليست رسالة واحدة...

الرسالة الأولى للسودان لكي تسلم للجنوب وتمنحه ما يريد؛ لكي يصبح قاعدة عسكرية واقتصادية "لإسرائيل" تعبر من خلالها لإفريقيا وتهدد الدول العربية من الجنوب.

والرسالة الثانية لمصر التي وضح منذ وصول الرئيس مرسي للحكم أنها تعرف جيدًا قدر السودان وأهميته، حيث كثر الحديث حول مشاريع عديدة بين الطرفين؛ لذا أرادت أن تحجّم هذا التعاون في مهده.

الرسالة الثالثة للعالم العربي والإسلامي بأكمله وهي رسالة ترهيبيّة اعتيادية تتلخص في "أنها الأطول يدًا في المنطقة، وتستطيع العبث كما شاءت، فلا يغرنّكم الربيع العربي أو حتى الخريف".

الرسالة الرابعة للفلسطينيين وهي "إمّا أن تقبلوا بالخضوع وفتات الأرض، أو الإبادة دون داعم أو مناصر".

المصدر: موقع المسلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى