منتديات مصرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
محمد أفندى
محمد أفندى
مدير الموقع
مدير الموقع
ذكر
رقم العضوية : 21
عدد المساهمات : 2156
التقييم : 1055
تاريخ التسجيل : 02/12/2010
العمر : 75
البلد : بورسعيد
غزوات من تاريخ المسلمين....!! 3913
غزوات من تاريخ المسلمين....!! 5910



غزوات من تاريخ المسلمين....!! Empty غزوات من تاريخ المسلمين....!!

الأربعاء 22 ديسمبر 2010, 11:02 pm
ملخص لغزوات الرسول صلى الله عليه وسلم و جدول توزيع غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم على سنوات جهاده . ..
غزوات من تاريخ المسلمين....!! Bedia44dn

غزوات من تاريخ المسلمين....!! Bedia55zu
[/size][/b][/center]


عدل سابقا من قبل ابورمضان44 في الخميس 23 ديسمبر 2010, 12:42 am عدل 2 مرات (السبب : تعديل)
محمد أفندى
محمد أفندى
مدير الموقع
مدير الموقع
ذكر
رقم العضوية : 21
عدد المساهمات : 2156
التقييم : 1055
تاريخ التسجيل : 02/12/2010
العمر : 75
البلد : بورسعيد
غزوات من تاريخ المسلمين....!! 3913
غزوات من تاريخ المسلمين....!! 5910



غزوات من تاريخ المسلمين....!! Empty رد: غزوات من تاريخ المسلمين....!!

الأربعاء 22 ديسمبر 2010, 11:07 pm
[b]غزوة العشيرة


معركة العشيرة أو [b]غزوة العشيرة ويقال بالسين المهملة ويقال العشيراء خرج النبيغزوات من تاريخ المسلمين....!! 25px-Mohamed_peace_be_upon_him.svg
بنفسه في أثناء جمادى الأولى حتى بلغها وهي مكان ببطن ينبع وأقام هناك
بقية الشهر وليالي من جمادى الآخرة ثم رجع ولم يلق كيدا وكان استخلف على
المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد وفي صحيح مسلم من حديث أبي إسحاق السبيعي
قال قلت لزيد بن أرقم كم غزا محمد قال تسع عشرة غزوة أولها العشيرة أو
العشيراء

بدر الأولى :غزوة سفوان



غزوة سفوان، و يطلق عليها اسم غزوة بدر الأولى. حين قدم نبي الإسلام محمدغزوات من تاريخ المسلمين....!! 25px-Mohamed_peace_be_upon_him.svg
من غزوة العشيرة لم يقم بالمدينة الا ليالى لم تبلغ العشرة حتى غزا وخرج
خلف كرز بن جابر الفهرى وقد اغار قبل ان يسلم على سرح المدينة اي النعم
والمواشي التي تسرح للمرعى بالغداة خرج في طلبه حتى بلغ واديا يقال له
سفوان بالمهملة والفاء ساكنة وقيل مفتوحة من ناحية بدر اي ولذا قيل لها
غزوة بدر الاولى وفاته كرز ولم يدركه وكان قد استعمل على المدينة زيد بن
حارثة وحمل اللواء وكان ابيض علي بن ابي طالب رضي الله عنه.

غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw046cy

غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw04a9cj
[/b][/b]
محمد أفندى
محمد أفندى
مدير الموقع
مدير الموقع
ذكر
رقم العضوية : 21
عدد المساهمات : 2156
التقييم : 1055
تاريخ التسجيل : 02/12/2010
العمر : 75
البلد : بورسعيد
غزوات من تاريخ المسلمين....!! 3913
غزوات من تاريخ المسلمين....!! 5910



غزوات من تاريخ المسلمين....!! Empty رد: غزوات من تاريخ المسلمين....!!

الأربعاء 22 ديسمبر 2010, 11:08 pm

غزوة بدر الكبرى



غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw05b9ds

غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw05c3ah



غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw05d9by

غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw05e4mn

غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw05f8uy



غزوة بدر الكبرى



غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw05b9ds

غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw05c3ah



غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw05d9by

غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw05e4mn

غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw05f8uy



غزوة بني سليم


معركة بني سليم أو [b]غزوة بني سليم من معارك العصر النبوي التي قادها رسول الإسلام محمد بن عبداللهغزوات من تاريخ المسلمين....!! 25px-Mohamed_peace_be_upon_him.svg
بعد فراغه بسبعة أيام من غزوة بدر الكبرى فمكث ثلاثا ثم رجع ولم يلق حربا
وقد كان استعمل على المدينة سباع بن عرفطة وقيل ابن ام مكتوم.


غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw06a7xh
[/b]غزوة بني قينقاع


سبب الغزوة

وكان
سبب الغزوة لما حدث لتلك المرأة المسلمة زوج أحد المسلمين الأنصار ، التي
كانت في السوق فقصدت أحد الصاغة اليهود لشراء حلي لها ، وأثناء وجودها في
محل ذلك الصائغ اليهودي ، حاول بعض المستهترين من شباب اليهود رفع حجابها ن
والحديث إليها ، فتمنعت ونهرته . فقام صاحب المحل الصائغ اليهودي بربط طرف
ثوبها وعقده إلى ظهرها ، فلما وقفت ارتفع ثوبها وانكشف جسدها . فاخذ
اليهود يضحكون منها ويتندرون عليها فصاحت تستنجد من يعينها عليهم . فتقدم
رجل مسلم شهم رأى ما حدث لها ، فهجم على اليهودي فقتله ، ولما حاول منعهم
عنها وإخراجها من بينهم تكاثر عليه اليهود وقتلوه


احداث الغزوة
قام رسول الله والمسلمين بحصار اليهود 15 ليلة حتى وافقه على حكمه وحاول أحد المنافقين التوسط فغضب الرسول (
صلى الله عليه وسلم) واجلاهم عن المدينة



موقف النبي (
صلى الله عليه وسلم) من خيانة بني قينقاع


غضب النبي (
صلى الله عليه وسلم)لما وقع من يهود بني قينقاع الذي يدل على خيانة والغدر ونقض العهد وخرج ومعه المسلمون
لمعتقبتهم فحاصروهم 15 خمسة عشر ليلة حتى اضطرهم إلى الاستسلام والنزول على حكم رسول الله (
صلى الله عليه وسلم) الذي قضى
باخراجهم من ديارهم جزاء غدرهم وخيانتهم وكان ذلك في منتصف شوال من السنة الثانية للهجرة



في
فرحة المسلمين بانتصارهم في بدر ، لم يسترح أولئك اليهود أن يقولوا لرسول
الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يغرنك انك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب
فأصبت منهم فرصة ، أما والله لئن حاربناك لتعلمنأنا نحن الناس !! )) وقد
نزل الوحي ينذر هؤلاء بسوء المنقلب : (( قل للذين
كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد . قد كان لكم آية في فئتين
التقتا فئة تقاتل في سبيل الله ، وأخرى كافرة ، يرونهم مثليهم رأي العين
،والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار
)) كان
اليهود في المدينة يلعبون لعبة خطرة بين قبيلتي الاوس والخزرج ، أهم قبائل
المدينة ،وجاء الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوة مباركة أيدها الأنصار الذين
بايعوهفي بيعتي العقبة الأولى والثانية . وكان أول عمل قام به عليه
الصلاةوالسلام بعد دخوله المدينة هو المؤاخاة بين قبيلتي الاوس والخزرج
ووضع حداللصراع الذي كان بينهما ، فعاشت المدينة في سلم وأمان مطمئنين تحت
رايةالإسلام

واليهود
كانوا مجموعة من الطوائف أغناهم بنو قينقاع ، لأنهم كانوا يشتغلون في
صناعة الحلي والذهب والفضة ،وكانت أماكنهم التي يعيشون فيها محصنة ، وهم
بطبيعة الحال لا يحملون خيرافي أنفسهم للمسلمين ، بل يحقدون عليهم ، فنزل
في ذلك قرآنا يصف موقفهم هذا . قال تعالى : (( قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر
)) . وكان سبب الغزوة لما حدث لتلك المرأة المسلمة زوج أحد المسلمين
الأنصار ،التي كانت في السوق فقصدت أحد الصاغة اليهود لشراء حلي لها ،
وأثناءوجودها في محل ذلك الصائغ اليهودي ، حاول بعض المستهترين من شباب
اليهود رفع حجابها ن والحديث إليها ، فتمنعت ونهرته . فقام صاحب المحل
الصائغاليهودي بربط طرف ثوبها وعقده إلى ظهرها ، فلما وقفت ارتفع ثوبها
وانكشفتمؤخرتها . فاخذ اليهود يضحكون منها ويتندرون عليها فصاحت تستنجد من
يعينهاعليهم . فتقدم رجل مسلم شهم رأى ما حدث لها ، فهجم على اليهودي فقتله
،ولما حاول منعهم عنها وإخراجها من بينهم تكاثر عليه اليهود وقتلوه .

وثار
المسلمون لمقتل صاحبهم ونقض اليهود حلفهم مع الرسول ، وتظاهروا لقتال
المسلمين ، وكانوا أول يهود ينقضون عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لقد حاولوا هتك عرض امرأة مسلمة شريفة ، وقتلوا مسلما ثار لشرف المسلمة ،
وهاهم يستعدون لقتال المسلمين ، وهذا شأنهم في كل العصور . ولما تنافر
الفريقان واستنفر كل منهم أصحابه وأعوانه وصل الخبر إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، فغضب عليه الصلاة والسلام اشد الغضب وقال (( ما على هذا
أقررناهم )) ولما علم المسلمون بهذا الخبر هبوا لدعوة الرسول صلى الله عليه
وسلم لتأديب هؤلاء القوم وإخراجهم من بلدة طيبة التي يسكنها افضل خلق الله
وهو الرسول صلى الله عليه وسلم ، وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم ، لقتال
هؤلاء القوم الذين خانوا عهدهم معه ، طاعة لأمر الله تعالى الذي أعطاه الحق
في ذلك من خلال الآية الكريمة التي تقول : (( وإما تخافن من قوم خيانة
فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين )) . ولما أحسوا بخروج
الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم ، احتموا في حصونهم المنيعة في انتظار
مجيء المسلمين ، فارسل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنذارا
بالخروج من حصونهم ، وإلا قضي عليهم جميعا ، فجاء ردهم فيه من الفجور أكثر
مما فيه من عدم التبصر بما سيحدث لهم من جراء ذلك .عند ذلك استعد الرسول
واعد جنده للقتال .. فحمل لواء المسلمين حمزة بن عبد المطلب وتم حصار
الحصون وكرر الرسول صلى الله عليه وسلم الإنذار مرة أخرى , فجعلوا يساومون
الرسول صلى الله عليه وسلم ويراوغون علهم يجدون فرصة للانقضاض على المسلمين
، لكنهم في آخر الأمر اضطروا للاستسلام والنزول عند رغبة الرسول صلى الله
عليه وسلم . وجاء عبد الله بن أبي بن سلول الذي يميل إليهم ويعتبرهم قومه
وخاصته . جاء الى الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا له : يا محمد احسن موالي
( أي أصحابه ) . ولما أبطأ الرسول صلى الله عليه وسلم عليه بالجواب ادخل
يده في جيب درع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتمادى في طلبه ، واثقل على
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أغضبه ، وقال له : اتركني ، ولكن عدو
الله قال له : أتقتل أربعمائة حاسر ، وثلاثمائة دارع ( يلبس الدرع ) قد
منعوني وحموني من الأحمر والأسود أي العجم والعرب … وتحصدهم في غداة واحدة .
فلما ضاق به الرسول صلى الله عليه وسلم نهره قائلا : (( هم لك … خذهم لا
بارك الله فيهم …. )) وتبرأ عبادة بن الصامت من عبد الله بن أبي بن سلول
وكان هو أيضا حليفهم فنزلت الآية الكريمة : ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ، إن الله لا يهدي القوم الظالمين
)) : وخرجوا من المدينة مذلولين بدون سلاح وعتاد ، واستولى المسلمون على
أموالهم وعتادهم وقسم الرسول صلى الله عليه وسلم أموالهم بين المسلمين
أخماسا ، واخذ له الخمس ، لينفقه على الفقراء والمحتاجين . وهكذا خرجوا إلى
بلاد الشام تاركين خلفهم الأرض الطيبة التي أرادوا أن يدنسوها بخيانتهم
ولم يكن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم عبثا فقد هلكوا جميعا في بلاد
الشام خلال فترة وجيزة . انهم اليهود أهل الغدر والخيانة أخزاهم الله في
الدنيا والآخرة .




غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw073xr

غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw07a7fe
[center]غزوة ذي أمر

في ظلال السيوف



وهي أكبر حملة عسكرية قادها رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-،قادها في المحرم سنة 3هـ.

وسببها
أن استخبارات المدينة نقلتْ إلى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وسَلَّمَ- أنَّ جمعاً كبيراً من بني ثعلبة ومحارب تجمَّعُوا،يُريدون
الإغارةَ على أطرافِ المدينةِ،فَنَدَبَ رَسُولُ اللهِ- صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وسَلَّمَ-المسلمين،وخَرَجَ في أربعمائة وخمسين مقاتلاً,ما بين
راكبٍ وراجلٍ، واستخلفَ على المدينةِ عُثمانَ بنَ عَفَّانَ.


وفي أثناءِ الطَّريقِ قبضُوا على رجلٍ يُقَالُ له (جبار)
من بني ثعلبة،فأُدخل على رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وسَلَّمَ-،فدعاه إلى الإسلام فأسلم،فضمَّه إلى بلال،وصار دليلاً لجيش
المسلمين إلى أرضِ العدوِّ.


وتفرَّق
الأعداءُ في رؤوس الجبالِ حين سمعُوا بقدوم جيش المدينة. أمَّا
النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-فقد وَصَلَ بجيشِهِ إلى مكانِ
تجمعهم،وهو الماء المسمَّى"بذي أمر",فأقام هناك صَفَراً كُلَّهُ-من
سنة 3هـ-,أو قريباً مِنْ ذَلِكَ؛ليشعرَ الأعرابُ بقوةِ المسلمينَ،ويستولي
عليهم الرُّعْبُ والرَّهبةُ،ثُمَّ رَجَعَ إلى المدينةِ.راجع" الرحيق
المختوم" ص218-219.


قال ابن إسحق: فلمَّا رجع رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-من"غزوةِ السَّويقِ"،أقام بالمدينةِ بقية ذي الحجة,أو قريباً منها،ثُمَّ غَزَا نجداً، يُريدُ غطفان،وهي"غزوة ذي أمر", واستعملَ على المدينةِ عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ-فِيْمَا قَالَ ابنُ هشامٍ-

قَالَ
ابنُ إسحاقَ: فأقام بنجدٍ صَفَراً كُلَّه,أو قريباً من ذلك،ثُمَّ رَجَعَ
إلى المدينةِ،ولم يلقَ كَيْدَاً.فلبثَ بها شهرَ ربيع الأول كُلَّه,أو إلا
قليلاً منه . سيرة ابن هشام

الفَوَائِدُ المستفَادةُ مِنْ (غَزْوَةِ ذِيْ أمر)
1- مشروعية محاربة من يحارب,ومسالمة من يُسالم.
2- مشروعية الخروج إلى العدو وتتبعه؛إرهاباً له.
3- تجلِّي الرحمة المحمدية في العفو عمن أرادَ قتلَهُ بعد التمكنِ منه.
4- بيانُ حُسْنِ عاقبةِ العفو بعدَ القُدرةِ على المؤاخذةِ.
(هذا الحبيب ص 252).

للمزيد راجع:
"السيرة
النبوية في ضوء المصادر الأصلية" لمهدي رزق الله أحمد (375), و"سبل الهدى
والرشاد في سيرة خير العباد" للصالحي (4/176-177)، و"الرحيق المختوم"
للمباركفوري (268-269)، و"ابن هشام" (3/Cool، و"عيون الأثر في سيرة خير
البشر" لابن سيد الناس (1/454)،.








غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw098cu

غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw09a2of



[b][size=21][b]غزوة بدر الآخرة

كانت غزوة بدر الآخرة في شعبان سنة 4هـ - يناير 626م ,تسمى هذه الغزوة ببدر الآخرة, وبدر الصغرى, وبدر الثانية, وبدر الموعد


سبب الغزوة

لما انصرف أبو سفيان ومن معه يوم أحد نادى: "إن موعدكم بدر".
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لرجل من أصحابه قل: "نعم هو بيننا وبينك موعد".
لما
جاء الموعد استعمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المدينة عبد الله
بن عبد الله بن أبي بن سلول الأنصاري ـرضي الله عنه- وخرج -صلى الله عليه
وسلم- ومعه ألف وخمسمائة مقاتل, وكانت الخيل عشرة أفراس, وحمل اللواء علي
بن أبي طالب -رضي الله عنه- ونزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدراً
وأقام فيها ثمانية أيام ينتظر أبا سفيان, وخرج أبو سفيان من مكة على رأس
قوة قوامها ثلاثة آلاف مقاتل, وقيل ألفان وخمسمائة, وقيل ألفا مقاتل, وفي
نفسه رغبة ألا يحدث هذا اللقاء الذي ينتظر نتيجته كثير من رجال القبائل
والأعراب وأهل المدن؛ إذ قضت المدينة ومكة عاماً في الاستعداد له, وكان في
خروج أبي سفيان محاولة لإخافة المسلمين وإرهابهم كي لا يخرجوا فيكونوا هم
الذين نكلوا عن الخروج.



نعيم بن مسعود يبث الشائعات


بعث
أبو سفيان نعيم بن مسعود؛ ليخيف المسلمين في المدينة من كثرة أعداد قريش
وقوتها وجعل له عشرين بعيراً إن أدى هذه المهمة ولم يخرج محمد, وقال له:
"إنه بدا لي أن لا أخرج, وأكره أن يخرج محمد ولا أخرج أنا؛ فيزداد المسلمون
جرأة, فلأن يكون الخلف من قبلهم أحب إلي من أن يكون من قبلي, فالحق
بالمدينة وأعلمهم أنا في جمع كثير ولا طاقة لهم بنا, ولك عندي من الإبل
عشرون أدفعها لك على يد سهيل بن عمرو".

وصل
نعيم إلى المدينة وبدا يبث إشاعاته وساعده في ذلك المنافقون واليهود ،
وقالوا لا يفلت محمد من هذا الجمع ولعبت هذه الإشاعات دورها, وسار أبو بكر
الصديق ، وعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم وقالا له :"يا رسول الله إن الله مظهر نبيه ومعز دينه ، وقد وعدنا
القوم موعدا ً لا نحب أن نتخلف عنه, فيرون أن هذا جبن ، فسر لموعدهم فوالله
إن في ذلك لخيراً, فسُرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- مما قاله صاحباه
وأعلن أنه في طريقه إلى بدر وقال: "والذي نفسي بيده ؛ لأخرجن وإن لم يخرج
معي أحد".



خروج النبي -صلى الله عليه وسلم- لملاقاة العدو


نادى
رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في الناس للخروج, فاجتمع حوله ألف
وخمسمائة مقاتل وسار بهم إلى بدر, وصل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى بدر
في جيشه وعسكر هناك, وبقي ثمان ليال ينتظر قريشاً, ولكنها لم تأت, إذ عادت
جموعها من عسفان خوفاً من اللقاء حقيقةً, وحجتها في ذلك أن الظروف غير
ملائمة للحرب إذ كانت سنوات جدب, قال أبو سفيان:"يا معشر قريش, إنه لا
يصلحكم إلا عام خصيب ترعون فيه الشجر ، وتشربون اللبن, وإن عامكم هذا عام
جدب, وإني راجع فارجعوا", فرجع الناس فسماهم أهل مكة جيش السويق, يقولون
إنما خرجتم تشربون السويق..!, وأثناء وجود رسول الله ـصلى الله عليه وسلمـ
في انتظاره لأبي سفيان لميعاده أتاه مخشي بن عمرو الضمري, -وهو الذي كان
وادعه على بني ضمرة في غزوة ودان- فقال: "يا محمد: أجئت لملاقاة قريش على
هذا الماء؟ قال: (نعم يا أخا بني ضمرة, وإن شئت مع ذلك رددنا إليك ما كان
بيننا وبينك). قال: لا, والله, يا محمد, ما لنا بذلك منك من حاجة.




نتائج الغزوة

كانت
نتيجة هذه الغزوة أن فر المشركون يجرون أذيال الخيبة والهزيمة ، وعاد
المسلمون يحملون راية الظفر, وهكذا دان عدو المسلمين الأول, وهي أقوى قوة
في الجزيرة, وجيشها أكبر الجيوش تنظيماً وعتاداً, وكانت هي المتحدية, وهي
الفارَّة من اللقاء, وأدى ذلك إلى خوف القبائل, وإجلاء جزء من اليهود.

وبدا
أن غزوة أحد لم تكن ضربة أليمة يخنع المسلمون بعدها, ومن نتائجها أن
رجالاً من الأعراب حول المدينة, والمنطقة كلها دانت لرسول الله, صلى الله
عليه وسلم



الدروس المستفادة من الغزوة


1- بيان الوفاء المحمدي الدال على الشجاعة النادرة, إذ لم يرهب من أبي سفيان كما أُرهب هو وولى من الطريق خائفاً.
2- بيان مصداق حديث "نصرت بالرعب مسيرة شهر"1 حيث انهزم جيش أبي سفيان قبل الالتقاء بأرض الموعد.
3- الشورى أصل ومنهج شرعي لابد من انتهاجه قبل اتخاذ القرار.
4- الإشاعات لها دور مؤثر في بث الضعف بين المجتمعات.



غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw152tv

[b]غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw15a9ph

[/b][/b]
[/size]
[/b]
[/center]
محمد أفندى
محمد أفندى
مدير الموقع
مدير الموقع
ذكر
رقم العضوية : 21
عدد المساهمات : 2156
التقييم : 1055
تاريخ التسجيل : 02/12/2010
العمر : 75
البلد : بورسعيد
غزوات من تاريخ المسلمين....!! 3913
غزوات من تاريخ المسلمين....!! 5910



غزوات من تاريخ المسلمين....!! Empty رد: غزوات من تاريخ المسلمين....!!

الأربعاء 22 ديسمبر 2010, 11:33 pm
[b]غزوة الخندق
لما
أجلى الرسول صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير، خرج بعض زعمائهم وذهبوا
إلى مكة، فدعوا قريشًا إلى حرب الرسول صلى الله عليه وسلم، وقالوا: سنكون
معكم حتى نستأصله ونقضي عليه، وقالوا لهم إن ما أنتم عليه خير من دين محمد،
وفيهم نزل قول الله تعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب
يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا
سبيلاً . أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرًا}

[النساء: 51-52].
ثم
خرج أولئك النفر من اليهود حتى جاءوا قبيلة غطفان فدعوهم إلى مثل ما دعوا
قريشًا إليه، ولم يزالوا بهم حتى وافقوهم على ذلك ثم التقوا ببني فزارة،
وبني مرَّة، واستطاعت قريش واليهود أن يجمعوا جيشًا ضخمًا يبلغ عشرة آلاف
مقاتل، واتجهوا إلى المدينة ليقضوا على المسلمين.

ووصلت
الأخبار إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان صلى الله عليه وسلم يرسل
بعض المسلمين ليعرفوا أخبار الكفار، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم
المسلمين ليتشاوروا في الأمر، فأشار الصحابي الجليل سلمان الفارسي على رسول
الله صلى الله عليه وسلم بحفر خندق حول المدينة ليمنع دخول الكفار إليها،
فقد كانوا يفعلون ذلك في بلاد فارس، وسيكون ذلك مفاجأة أمام كفار مكة
وحلفائهم؛ لأنهم لا يعرفون هذه الحيل الحربية.

نظر
المسلمون إلى مدينتهم، فوجدوها محاطة بالجبال والحصون والدور من كل جانب
ما عدا الجانب الشمالي فقط، وهو الذي سيدخل منه الكفار، فحددوا مكان الحفر
في ذلك الجانب، وبدأ المسلمون في حفر الخندق، وكان النبي صلى الله عليه
وسلم يشاركهم العمل، وانتهى المسلمون من حفر الخندق قبل أن تصل إليهم جيوش
الكفار، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لهم، متمثلا ببيت من الشعر
لعبد الله بن رواحة يقول:

اللهم إن العيشَ عيشُ الآخرة فاغفر للأنـــصارِ والمهَاجـِــرة
فيجيبه المسلمون بحماس منشدين:
نحن الذيـن بايعوا محمـدًا على الجهـاد مـا بقينا أبـــدا
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ينقل التراب معهم من الخندق حتى أثر في بطنه، فقال بعض أبيات من شعر ابن رواحة -رضي الله عنه:
اللهمَّ لولا أنتَ ما اهْتَدينَـا ولا تصَدَّقْنا ولا صَلَّينـــــا
فــأنزلنْ سكينةً علينــا وثبِّت الأقدامَ إن لاقيـنــــا
إن الألى قد بَغَوا علينا إذا أرادوا فتنةً أبينا
[متفق عليه].
وأثناء
ذلك العمل الصعب نظر الصحابي الجليل جابر بن عبدالله إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فرآه يربط على بطنه حجرين ليخفف عنه ألم الجوع ويعمل،
ويحمل التراب، فأسرع جابر إلى امرأته يسألها: إن كان عندها طعام فذبحت شاة
صغيرة عندها، وطحنت كل ما عندها من الشعير، فكان مقدارًا صغيرًا يكفي رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وبعض أصحابه، وجاء جابر إلى الرسول صلى الله عليه
وسلم، يدعوه سرًّا إلى بيته، وإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو معه
المسلمين، فيذهب ألف رجل إلى بيت جابر!! والطعام لا يكفي سوى عدد قليل،
فمن أين سيأكل كل هذا العدد؟!

لقد
وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده الشريفة في الطعام، فبارك الله فيه
فأكل جميع المسلمين، وبقي طعام كثير لأهل البيت. _[البخاري] وهكذا كان
المسلمون يتعبون ويصبرون، وعناية الله تعالى تؤيدهم وتحرسهم، وبينما هم
يحفرون وجدوا صخرة شديدة لم يستطع أحد أن يحطمها، فلجئوا إلى الرسول صلى
الله عليه وسلم، فتناول المعول وضرب الصخرة ضربة فكسر ثلثها، وقال: (الله
أكبر أعطيتُ مفاتيح الشام، والله إني أبصر قصورها الحمر الساعة) ثم ضرب
الثانية، فكسر الثلث الآخر، فقال: (الله أكبر أعطيتُ مفاتيح فارس، والله
إني لأبصر قصر المدائن أبيض) ثم ضرب الثالثة وقال: (باسم الله) فقطع بقية
الحجر فقال: (الله أكبر أعطيتُ مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء
من مكاني هذا الساعة). _[أحمد وابن جرير].

وقد تحققت نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم، ودخل الإسلام هذه
البلاد،
واستمر العمل دون تراخٍ أو كسل حتى تحقق الأمل، وانتهى المسلمون من عملهم
قبل أن يصل المشركون، واقترب جيش المشركين من المدينة، ووقفوا أمام الخندق
متعجبين، وصدموا به، فهذه أول مرة يستعمل فيها العرب مثل هذه الحيل
الحربية، وشعروا بالخيبة، فقد انقلبت حساباتهم، وأصبحت أعدادهم الكبيرة لا
قيمة لها، وهي تقف أمام الخندق عاجزة حائرة يكاد الغيظ

يفتك بها، وهم يقولون: إن هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها.
ومن
مكان ضيق في الخندق حاول المشركون أن يقتحموه، ولكن سهام المسلمين انهالت
عليهم كالسيل، فارتدوا خائبين، وخرج عمرو بن عبد ود من صفوف المشركين وقال:
من يبارز؟ وكان عمرو بن عبد ود فارسًا قويا شجاعًا، لا يستطيع أحد أن يقف
أمامه أو يبارزه؛ فلم يقف أحد لمبارزته سوى على بن أبي طالب الذي قام وقال:
أنا أبارزه يا رسول الله، فأعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم سيفه،
وعمَّمَه، ودعا له، ولما شاهده عمرو استصغر سنه، وقال له: لِمَ يابن أخي؟
فوالله ما أحب أن أقتلك.

فرد
علي عليه: لكني والله أحب أن أقتلك، فغضب عمرو ونزل عن فرسه، وقتل الفرس،
وبارز عليًّا، وظلا يتبارزان، وثار الغبار فلم ير أحد منهما، وضربه على
فقتله، وكبَّر، فعلم المسلمون أن عليا قتله، وظل المسلمون والمشركون
يتراشقون بالسهام والنبال، فقتل عدد قليل من المشركين، واستشهد بعض

المسلمين.
وحدث
أمر خطير للمسلمين لم يضعوه في حسبانهم، ففي جنوب المدينة اتفق يهود بني
قريظة مع الكفار أن يفتحوا لهم المدينة من ناحيتهم؛ كي يضربوا ظهور
المسلمين ويأسروا نساءهم وأبناءهم، وقد شعر المسلمون بهذه الخيانة، فأرسل
الرسول صلى الله عليه وسلم بعض المسلمين ليتأكدوا من الخبر، ولما تأكدوا من
صحته أسرعوا في مجموعات لحماية المدينة من الداخل وحماية الأطفال من غدر
اليهود وعدوانهم، وحاولت قريش أن تقتحم الخندق؛ لتنفذ منه إلى قلب

المدينة، فوقف المسلمون لهم بالمرصاد.
وكانت السيدة عائشة تقف مع أم سعد -رضي الله عنهما- فمر عليهما
سعد
بن معاذ وعليه درع لا تستر ذراعيه كليهما، وفي يده حربته، فقالت له أمه:
الحق يا بني فقد -والله- تأخرت، فقالت السيدة عائشة لها: يا أم سعد، والله
لوددت أن درع سعد كانت أسبغ (أطول) مما هي عليه، ورُمِي سعد بن معاذ بسهم
قطع منه الأكحل (عرق في وسط الذراع) فدفعه إيمانه أن يدعو الله

قائلا:
(اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئًا فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إلى
أن أجاهدهم من قوم آذوا رسولك، وكذبوه، وأخرجوه، وإن كنت وضعت الحرب بيننا
وبينهم، فاجعلها لي شهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة) _[متفق
عليه].

لقد
ارتبك المسلمون من خيانة بني قريظة التي قد تمكن الكفار منهم، وأخذوا
ينظرون إلى أنفسهم وقلوبهم متعلقة بالله -تعالى- وقد صور القرآن ذلك الموقف
فقال تعالى: {إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت
القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا} [_الأحزاب: 10].

وقد
أحاط المشركون بالمسلمين، فحاصروهم قريبًا من عشرين ليلة، وأخذوا بكل
ناحية، ووجهوا نحو منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم كتيبة غليظة، فقاتلها
المسلمون يومًا إلى الليل، فلما حانت صلاة العصر، لم يقدر النبي صلى الله
عليه وسلم ولا أحد من الصحابة أن يصلوا العصر فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (ملأ الله عليهم بيوتهم وقبورهم نارًا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى
حتى غابت الشمس) _[مسلم].

ونظر
الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المشركين، فوجدهم كثيرين، فأراد أن يخفف
الحصار عن المسلمين، فعرض على المسلمين أن يتفق مع قبيلة غطفان على أن
يأخذوا ثلث ثمار المدينة؛ وينسحبوا من المعركة، وبعد ذلك يتفرغ الرسول صلى
الله عليه وسلم لقتال قريش، واستشار في ذلك الأمر سعد بن عبادة، وسعد بن
معاذ، وأخبرهما أن ذلك ليس أمرًا من الله تعالى يجب تنفيذه، فقال

سعد
بن معاذ: يا رسول الله، قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله، وعبادة
الأوثان لا نعبد الله ولا نعرفه، وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة إلا
قِرًي (ضيافة) أو بيعًا، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له، وأعزنا بك
وبه، نعطيهم أموالنا؟! والله ما لنا بهذا من حاجة، ولا نعطيهم إلا السيف
حتى يحكم الله بيننا وبينهم.

فوافق
رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك، بعدما وجد من أصحابه الرغبة في
الصمود أمام أعدائه مهما كانت قوتهم، والثقة في نصر الله تعالى، وأثبت
المسلمون وهم في هذا الموقف الصعب أنهم يستحقون نصر الله لهم، لقد سلموا
أمرهم إلى ربهم، وفعلوا كل ما يقدرون عليه، فاستحقوا نصر الله لهم.

إسلام نعيم بن مسعود:
ألقى
الله الإيمان في قلب نعيم بن مسعود الغطفاني وكان مع المشركين، فأتى رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقال له: إني قد أسلمت، وإن قومي لم يعلموا
بإسلامي، فمرني بما شئت، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لنعيم: (إنما أنت
فينا رجل واحد فَخَذِّل عنا إن استطعت فإن الحرب خدعة) _[ابن إسحاق].

طلب
الرسول صلى الله عليه وسلم من نعيم أن يظل في قومه ويستخدم ذكاءه في صرفهم
عن المسلمين، فذهب نعيم إلى يهود بني قريظة، وكان صديقًا لهم في الجاهلية،
فقال لهم: يا بني قريظة، قد عرفتم ودي إياكم، وخاصة ما بيني وبينكم.
قالوا: صدقت، لست عندنا بمتهم.

فقال
لهم: إن قريشًا وغطفان ليسوا كأنتم، البلد بلدكم، فيه أموالكم وأبناؤكم
ونساؤكم، لا تقدرون على أن تحولوا منه إلى غيره، وإن قريشًا وغطفان قد
جاءوا لحرب محمد وأصحابه، وقد ظاهرتموهم (ناصرتموهم) عليه، وبلدهم وأموالهم
ونساؤهم بغيره، فليسوا كأنتم فإن رأوا نهزة (فرصة) أصابوها، وإن كان غير
ذلك لحقوا ببلادهم، وخلوا بينكم وبين الرجل ببلدكم، ولا طاقة لكم به إن خلا
بكم، فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهنًا من أشرافهم يكونون
بأيديكم ثقة لكم على أن تقاتلوا معهم محمدًا حتى تناجزوه

(تقاتلوه). فقالوا له: لقد أشرت بالرأي.
ثم
توجه إلى قريش، فقال لأبي سفيان بن حرب ومن معه من رجال قريش: قد عرفتم
ودي لكم وفراقي محمدًا، وإنه قد بلغني أمر رأيت على حقًّا أن أبلغكموه
نصحًا لكم، فاكتموا عني، فقالوا: نفعل. قال: تعلمون أن معشر يهود قد ندموا
على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد، وقد أرسلوا إليه: إنا قد ندمنا على ما
فعلنا، فهل يرضيك أن نأخذ لك من القبيلتين من قريش وغطفان رجالا من أشرافهم
فنعطيكهم، فتضرب أعناقهم ثم نكون معك على من بقي منهم حتى نستأصلهم؟ فأرسل
إليهم: أن نعم.

فإن
بعثت إليكم يهود يلتمسون منكم رهنًا من رجالكم، فلا تدفعوا إليهم منكم
رجلا واحدًا، ثم توجه إلى قبيلة غطفان، فقال: يا معشر غطفان، إنكم أصلي
وعشيرتي، وأحبُّ الناس إلي، ولا أراكم تتهمونني. قالوا: صدقت، ما أنت عندنا
بمتهم. قال: فاكتموا عني. قالوا: نفعل، فما أمرك؟ فقال لهم مثل ما قال
لقريش وحذرهم مما حذرهم. وذهب المشركون يطلبون من اليهود أن يقاتلوا معهم
المسلمين، فطلب اليهود عددًا من الرهائن، وهنا تأكد لكل منهم صدق

نعيم
بن مسعود في نصحه لهم، فرفض الكفار إعطاء الرهائن، وامتنع اليهود عن الحرب
معهم، وهكذا استطاع مسلم واحد بإرادة الله تعالى وتوفيقه أن يشتت شمل
الكفار واليهود بعدما كانوا مجتمعين ضد المسلمين.

هزيمة الأحزاب:
ونعود إلى داخل المدينة، فالمسلمون مجتمعون حول نبيهم، يتضرعون إلى
الله
-تعالى- أن يذْهِبَ عنهم هؤلاء الأحزاب الذين تجمعوا لهدم دينه، ويقولون:
(اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم
الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم) _[البخاري].

فاستجاب
الله تعالى لهم، وإذا بريح شديدة في ليلة شاتية باردة تقتلع خيام
المشركين، وتقلب قدور وأواني الطعام والشراب، وكأن الكون كله يحاربهم
فامتلأت قلوبهم بالرعب، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يطلع على أحوال
المشركين وأخبارهم، فالتفت إلى المسلمين وقال: (من رجل يقوم فينظر لنا ما
فعل القوم ثم يرجع أسأل الله تعالى أن يكون رفيقي في الجنة؟) فلم يقم أحد
من المسلمين من شدة الخوف، وشدة الجوع، وشدة البرد.

فلما
لم يقم أحد دعا النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي حذيفة بن اليمان لهذه
المهمة، فقام حذيفة طاعة لأمر الله ورسوله حتى دخل معسكر المشركين، وسمع
أبا سفيان يدعوهم إلى الرحيل، ويقول لهم: يا معشر قريش، لينظر كل امرئ مَنْ
جليسه؟ فأخذ حذيفة بيد الرجل الذي كان إلى جانبه، فقال له: من أنت؟ قال:
فلان بن فلان، ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش، إنكم والله ما أصبحتم بدار
مقام، لقد هلك الكُرَاعُ (الخيل)، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي

نكره،
ولقينا من شدة الريح ما ترون، ما تطمئن لنا قدر (آنية طعام) ولا تقوم لنا
نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فإني مرتحل، وكان ذلك في شوال من السنة
الخامسة للهجرة.

ورجع
حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقص عليه ما
رأى، وطلع النهار، وارتحلت الأحزاب، وانفك الحصار، وعاد الأمن ونجح
المسلمون في الخروج بسلام من هذه المحنة، قال تعالى: {ورد الله الذين كفروا
بغيظهم لم ينالوا خيرًا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويًا
عزيزًا} [_الأحزاب: 25] وهتف رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا إله إلا
الله

وحده،
أعزَّ جنده، ونصر عبده، غلب الأحزاب وحده، فلا شيء بعده) _[البخاري] وقال
النبي صلى الله عليه وسلم بعد انصراف الأحزاب: (الآن نغزوهم ولا يغزوننا)
[البخاري]
[size=16][b]


[size=21]غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw187hk


[b]غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw18a9em


غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw18b6ru


غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw18b4xk

غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw18c2bg


[/size]
[/b]
[/size]
[/b][/b][b]غزوة بني قريظة

رحل
الكفار بهزيمتهم، وبقي بنو قريظة بخيانتهم للمسلمين، وقبل أن يستريح
المسلمون من غزوة الأحزاب، وقبل أن يلتقطوا أنفاسهم، جاء جبريل -عليه
السلام- إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال له: أو قد وضعت السلاح يا
رسول الله؟ قال: نعم. فقال جبريل: فما وضعت الملائكة السلاح بعد .. وإن
الله -عز وجل- يأمرك يا محمد بالمسير إلى بني قريظة، فإني عامد (ذاهب)
إليهم فمزلزل بهم. فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم مناديًا ينادي في الناس:
(لا يصلِّينَّ أحدٌ العصر إلا في بني قريظة) _[البخاري].

فأسرع
ثلاثة آلاف مقاتل من المسلمين إلى يهود بني قريظة، وحاصروهم في حصونهم،
فلم يجد اليهود مفرًّا من المسلمين؛ ولم يجدوا ما يعتذرون به عن خيانتهم
التي كادت تهلك المسلمين، لولا توفيق الله لنعيم بن مسعود، وحاصر المسلمون
حصون بني قريظة، فملأ الرعب قلوبهم، وطلبوا أبا لبابة بن عبد المنذر لما
بينهم وبينه من صلة، يستشيرونه أينزلون على حكم محمد؟! فقال لهم: نعم وأشار
إلى حلقه، كأنه ينبههم إلى أنه الذبح، ثم أدرك أنه أفشى سرًّا من أسرار
المسلمين، وأنه قد خان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسرع إلى مسجد
المدينة، وربط نفسه إلى عمود فيه، وحلف ألا يفك منها حتى يتوب الله عليه
فقبل الله توبته؛ وعفا الرسول صلى الله عليه وسلم عنه.

واستمر
الحصار خمسًا وعشرين ليلة، فلما رأى اليهود عزم المسلمين على اقتحام حصن
بني قريظة، قالوا: يا محمد ننزل على حكم سعد بن معاذ، وكان سعد سيد الأوس،
وهم حلفاء بني قريظة في الجاهلية، وقد توقع اليهود أن هذه الصلة تنفعهم،
وتوقع الأوس أيضًا أن زعيمهم سوف يتساهل مع حلفائهم السابقين.

وكان
سعد مصابًا في غزوة الخندق، فحملوه راكبًا إلى بني قريظة، وجاء إليه قومه
يوصونه بالإحسان إلى بني قريظة، فقال قولته الشهيرة: لقد آن لسعد ألا تأخذه
في الله لومة لائم، فعلم قومه أنه سيأمر بقتلهم، فنظر سعد إلى اليهود
وتذكر خيانتهم للعهد الذي بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم، فأعلن
حكمه عليهم، بأن يقتل رجالهم، وتسبي نساؤهم وأبناؤهم، وتقسم أموالهم على
المسلمين، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد حكمت فيهم يا سعد بحكم
الله من فوق سبع سماوات) _[متفق عليه].

وهكذا
كان حب سعد لدينه ونبيه أكبر مما كان بينه وبين اليهود من مودة في
الجاهلية، وهكذا انتهت غزوة بني قريظة، ونزل قوله تعالى: {ورد الله الذين
كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرًا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويًا

عزيزًا
. وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب
فريقًا تقتلون وتأسرون فريقًا . وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضًا لم
تطئووها وكان الله على كل شيء قديرًا} [الأحزاب: 25-27].

زواج النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدة (زينب بنت جحش):
تبنى الرسول صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة، وزوجه بنت عمته
زينب
بنت جحش، وكان الابن بالتبني له نفس حقوق الابن الأصلي، فله حق الميراث،
وزوجته تحرم على أبيه الذي تبناه، فأراد الله أن يمنع تلك العادة، وأن ينسب
الابن إلى أبيه، فشاء الله -سبحانه- ألا تستمر الحياة الزوجية بين زيد
والسيدة زينب -رضي الله عنهما- فوقعت بينهما جفوة وشقاق، وكلما هم زيد
بتطليقها نهاه صلى الله عليه وسلم، وقال له: أمسك عليك زوجك.

ثم طلقها زيد، ثم أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتزوج السيدة
زينب
-رضي الله عنها- وبذلك بطلت عادة التبني، وما كان ينتج عنها من أمور تخالف
الدين، قال تعالى: {إذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك
زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن
تخشاه فلما قضى زيد منها وطرًا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في
أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرًا وكان أمر الله مفعولاً . ما كان على
النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر
الله قدرًا مقدورًا . الذين يبلغون رسالات ربهم ويخشونه ولا يخشون أحدًا
إلا الله وكفي بالله حسيبًا . ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول
الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليماً} [الأحزاب: 37-40]

[size=16][b]

غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw195be

[b]غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw19a2gn

[/b]
[/size]
[/b][/b]
[b][b]غزوة بني لحيان


بنو
لحيان هم الذين كانوا قد غدروا بعشرة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- بالرَّجِيع، وتسببوا في إعدامهم، ولكن لما كانت ديارهم متوغلة في
الحجاز إلى حدود مكة‏.‏ والثارات الشديدة قائمة بين المسلمين وقريش
والأعراب، لم يكن يري رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتوغل في البلاد
بمقربة من العدو الأكبر، فلما تخاذلت الأحزاب، واستوهنت عزائمهم، واستكانوا
للظروف الراهنة إلى حد ما، رأى أن الوقت قد آن لأن يأخذ من بني لحيان ثأر
أصحابه المقتولين بالرجيع، فخرج إليهم في ربيع الأول أو جمادي الأولي سنة 6
هـ في مائتين من أصحابه، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم، وأظهر أنه
يريد الشام، ثم أسرع السير حتى انتهي إلى بطن غُرَان - واد بين أمَجَ
وعُسْفَان - حيث كان مصاب أصحابه، فترحم عليهم ودعا لهم، وسمعت به بنو
لحيان فهربوا في رءوس الجبال، فلم يقدر منهم على أحد، فأقام يومين بأرضهم،
وبعث السرايا، فلم يقدروا عليهم، فسار إلى عسفان، فبعث عشرة فوارس إلى
كُرَاع الغَمِيم لتسمع به قريش، ثم رجع إلى المدينة‏.‏ وكانت غيبته عنها
أربع عشرة ليلة‏. راجع " الرحيق المختوم" ص295- 296.


[b]للمزيد راجع:[/b]
"ابن
هشام" (3/225-227)، و"عيون الأثر في سيرة خير البشر" (2/124)، و"السيرة
النبوية في ضوء المصادر الأصلية" (468-470) و"سبل الهدى والرشاد في سيرة
خير العباد" (5/30-32)، و"زاد المعاد" (3/276).


[b]الفوائد المستفادة من غزوة بني لحيان[/b]

مشروعية المعاقبة بالمثل بقتال وقتل من خان وغدر.
-مشروعية التورية والتعمية على العدو ليصاب منه غرة.
-مشروعية إرهاب العدو بالنزول بساحته وإظهار القوة له. راجع "هذا الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم- يا محب ص 326.
5-بثت
هذه العزوة الذعر والرعب في صفوف العدو وحققت هدفها فقد أصبحت منطقة
الحجاز كلها تتحسب لقوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتتوقع في كل يوم غزواً
جديداً لمواقعها. راجع " التربية القيادية" (4/154).



غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw207dk

غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw20a4cf
[/b][/b]
[b][b]غزوة بني لحيان


بنو
لحيان هم الذين كانوا قد غدروا بعشرة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- بالرَّجِيع، وتسببوا في إعدامهم، ولكن لما كانت ديارهم متوغلة في
الحجاز إلى حدود مكة‏.‏ والثارات الشديدة قائمة بين المسلمين وقريش
والأعراب، لم يكن يري رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتوغل في البلاد
بمقربة من العدو الأكبر، فلما تخاذلت الأحزاب، واستوهنت عزائمهم، واستكانوا
للظروف الراهنة إلى حد ما، رأى أن الوقت قد آن لأن يأخذ من بني لحيان ثأر
أصحابه المقتولين بالرجيع، فخرج إليهم في ربيع الأول أو جمادي الأولي سنة 6
هـ في مائتين من أصحابه، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم، وأظهر أنه
يريد الشام، ثم أسرع السير حتى انتهي إلى بطن غُرَان - واد بين أمَجَ
وعُسْفَان - حيث كان مصاب أصحابه، فترحم عليهم ودعا لهم، وسمعت به بنو
لحيان فهربوا في رءوس الجبال، فلم يقدر منهم على أحد، فأقام يومين بأرضهم،
وبعث السرايا، فلم يقدروا عليهم، فسار إلى عسفان، فبعث عشرة فوارس إلى
كُرَاع الغَمِيم لتسمع به قريش، ثم رجع إلى المدينة‏.‏ وكانت غيبته عنها
أربع عشرة ليلة‏. راجع " الرحيق المختوم" ص295- 296.


[b]للمزيد راجع:[/b]
"ابن
هشام" (3/225-227)، و"عيون الأثر في سيرة خير البشر" (2/124)، و"السيرة
النبوية في ضوء المصادر الأصلية" (468-470) و"سبل الهدى والرشاد في سيرة
خير العباد" (5/30-32)، و"زاد المعاد" (3/276).


[b]الفوائد المستفادة من غزوة بني لحيان[/b]

مشروعية المعاقبة بالمثل بقتال وقتل من خان وغدر.
-مشروعية التورية والتعمية على العدو ليصاب منه غرة.
-مشروعية إرهاب العدو بالنزول بساحته وإظهار القوة له. راجع "هذا الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم- يا محب ص 326.
5-بثت
هذه العزوة الذعر والرعب في صفوف العدو وحققت هدفها فقد أصبحت منطقة
الحجاز كلها تتحسب لقوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتتوقع في كل يوم غزواً
جديداً لمواقعها. راجع " التربية القيادية" (4/154).



غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw207dk

غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw20a4cf
[/b][/b]
[b]صلح الحديبية


في
العام السادس من الهجرة، وفي شهر ذي الحجة، خرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم من المدينة متوجهًا إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة، وخرج معه
المهاجرون والأنصار ومن لحق بهم من العرب، وليس معهم من السلاح إلا السيوف،
وقد ساقوا معهم الهدي (الذبائح)؛ ليظهروا حسن نيتهم ويُعْلِموا أهل مكة
أنهم جاءوا حاجين إلى البيت وزائرين له، ولم يأتوا لحرب أو قتال، بل لأداء
العمرة.

ووصل
الخبر بمسير الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة، فإذا بقريش تفور من الغضب
والغيظ، فكيف يتجرأ المسلمون على المجيء إليهم، ودخول مكة بهذه السهولة؟!
فلا بد من صدِّهم ومنعهم من دخولها، وتعاهدوا على ألا يدخلها النبي صلى
الله عليه وسلم والذين معه، وخرجت خيلهم يقودها خالد بن الوليد؛ لمنع
الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من دخول مكة.

وتعجب
رسول الله صلى الله عليه وسلم من وقوف قريش في وجه من قصد زيارة الكعبة،
فقال: (أشيروا علي أيها الناس) فقال أبو بكر: يا رسول الله خرجت عامدًا
لهذا البيت لا تريد قتل أحد ولا حرب أحد، فتوجه له، فمن صدنا عنه قاتلناه.
فقال صلى الله عليه وسلم: (امضوا على اسم الله) وعقد العزم على الجهاد،
ولكنه لم يرد الصدام مع قريش، فقال صلى الله عليه وسلم: (من رجل يخرج بنا
على طريق غير طريقهم التي هم بها) فقال رجل: أنا

يا رسول الله. فسلك بالمسلمين طريقًا غير الذي خرجت إليه جيوش المشركين._[ابن إسحاق].
وبينما
رَكْبُ الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه يسير بأمر الله تعالى بركت
الناقة التي يركبها الرسول صلى الله عليه وسلم في مكان قريب من مكة يسمى
الحديبية، فقال الصحابة: خلأت القصواء (اسم ناقة الرسول صلى الله عليه
وسلم) خلأت القصواء .. فقال صلى الله عليه وسلم: (ما خلأت القصواء وما ذلك
لها بخلق، لكن حبسها حابس الفيل) _[البخاري] وعلم رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن الله تعالى لا يريد له دخول مكة، ولا الصدام مع قريش في ذلك الوقت،
فقرر التفاوض مع قريش في شأن دخول المسلمين مكة لزيارة البيت الحرام،
وقال: (والذي نفسي بيده لا يسألونني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا
أعطيتهم إياها) _[ابن إسحاق].

وعند
بئر الحديبية تجمع المسلمون حول النبي صلى الله عليه وسلم وقد أصابهم
العطش، فماء البئر قليل لا يكفيهم، فشكوا للنبي صلى الله عليه وسلم، فجلس
صلى الله عليه وسلم على حافة البئر، وتوضأ، ثم صبَّ الماء في البئر، فكثر
الماء وظلوا يشربون وتشرب إبلهم حتى تركوا الحديبية ورحلوا. _[البخاري].

أما
قريش فقد أصابهم الفزع بعدما تأكدوا أن النبي صلى الله عليه وسلم عازم على
دخول مكة، فأرسلوا إليه رسلا يستوضحون الأمر، وكان أول الرسل بديل بن
ورقاء الخزاعي، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنا لم نجئ لقتال أحد
ولكن جئنا معتمرين .. يا ويح قريش، لقد أكلتهم الحرب، ماذا عليهم لو خلوا
بيني وبين سائر العرب، فإن هم أصابوني كان ذلك الذي أرادوا، وإن أظهرني
الله عليهم دخلوا في الإسلام وافرين، وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة، فما
تظن

قريش، فوالله لا أزال أجاهد على الذي بعثني الله به حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة (يقصد: الموت)) _[ابن إسحاق].
وكان
آخر الرسل عروة بن مسعود الثقفي عم الصحابي المغيرة ابن شعبة، وإذا به يقف
مبهورًا من طاعة المسلمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتماسكهم وقوة
إيمانهم، فعاد إلى قومه يقول لهم: أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، على
كسرى وقيصر والنجاشي، وإني والله ما رأيت ملكًا يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب
محمد محمدًا، والله ما تَنخَّم (بصق) نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم
فدلَّك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وما يحدُّون النظر إليه
تعظيمًا له، وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها.

وأرسل
النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ليشرح لقريش ما
يريده المسلمون، وإذا بالمشركين يعرضون على عثمان أن يطوف وحده بالبيت،
ولكنه رفض أن يطوف وحده دون المسلمين، فاحتبسته قريش عندها، فلما طالت
غيبته ظن المسلمون أن الكفار قتلوه، فاجتمعوا حول نبيهم صلى الله عليه وسلم
وبايعوه على القتال حتى الاستشهاد في سبيل الله، وفيهم نزل قوله تعالى:
{لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل
السكينة عليهم وأثابهم فتحًا قريبًا} [الفتح: 18]

شروط الصلح:
وعلمت قريش بهذه النية، فخافت وأطلقت عثمان على الفور، وأرسلت
سهيل
بن عمرو، وكان رجلا فصيحًا عاقلا يجيد التفاوض، فلما رآه الرسول صلى الله
عليه وسلم قال: قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل، فلما جاء سهيل
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلما طويلا ثم جري بينهما

الصلح، فاتفق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على:
- أن يرجع المسلمون هذا العام ويعودوا في العام القادم.
-وأن تتوقف الحرب بينهما لمدة عشر سنوات.
-وأن من أراد أن يتحالف مع المسلمين فله ذلك، ومن أراد التحالف مع قريش فله ذلك.
-وأن يرد الرسول صلى الله عليه وسلم من جاء إليه من قريش دون
إذن وليه، ولا ترد قريش من يأتيها من المسلمين.
وعند
سماع عمر بهذه الشروط أتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر أليس برسول الله؟ قال:
بلي. قال: أو لسنا بالمسلمين؟ قال: بلى. قال: أو ليسوا بالمشركين؟ قال:
بلي. قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال أبو بكر: يا عمر الزم غرزه،
فإني أشهد أنه رسول الله. قال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله. _[متفق عليه].

ثم
دعا النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وقال له اكتب: بسم الله
الرحمن الرحيم. فقال سهيل: لا أعرف هذا، ولكن اكتب: باسمك اللهم. فقال
الرسول صلى الله عليه وسلم: اكتب باسمك اللهم. فكتبها، ثم قال: اكتب: هذا
ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو. فقال سهيل : لو شهدت أنك رسول
الله لم أقاتلك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك. فقال صلى الله عليه وسلم: اكتب.
هذا ما صالح عليه محمدُ بن عبدالله، سهيلَ بن عمرو. فرفض على أن يمحو كلمة
رسول الله بعد ما كتبها، فمحاها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه. _[متفق
عليه].

وبهذا
الصلح دخلت قبيلة خزاعة في عهد المسلمين ودخلت قبيلة بني بكر في عهد
المشركين، وقبل أن يوقع الرسول صلى الله عليه وسلم على كتاب الصلح إذا بأبي
جندل بن سهيل بن عمرو يأتي مسلمًا، فلما رآه أبوه سهيل؛ قام إليه فضرب
وجهه، وأخذ بثيابه، ثم قال: يا محمد، قد لجت القضية (أي حسمت) بيني وبينك
قبل أن يأتي هذا. قال: صدقت.

فأخذ
سهيل يجر ابنه ليرده إلى قريش، وجعل أبو جندل يصرخ بأعلى صوته: يا معشر
المسلمين، أأرد إلى المشركين يفتنونني في ديني؟ فقال صلى الله عليه وسلم:
(يا أبا جندل، اصبر واحتسب، فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجًا
ومخرجًا، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحًا وأعطيناهم

على
ذلك، وأعطونا عهد الله، وإنا لا نغدر بهم) _[ابن إسحاق] وغضب المسلمون من
هذا الصلح، فقد بَدَت الشروط في أعينهم ظالمة، فقال لهم الرسول صلى الله
عليه وسلم: (أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمره، ولن يُضَيِّعني)
[البخاري].

ولما
فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتابة المعاهدة، قال للمسلمين:
(قوموا، فانحروا) وقالها ثلاثًا، فلم يقم أحد، فغضب الرسول صلى الله عليه
وسلم، ودخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت: يا رسول الله
أتحب ذلك؟ اخرج، ثم لا تكلم أحدًا كلمة حتى تنحر بُدْنَكَ، وتدعو حالقك
فيحلقك. فقام الرسول صلى الله عليه وسلم وخرج فلم يكلم أحدًا حتى نحر بدنه،
ودعا حالقه فحلقه، فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا إبلهم، وجعل بعضهم
يحلق لبعض. [أحمد].

ولكن
هل التزم المسلمون والمشركون بشروط هذه المعاهدة؟ لقد ضاق المسلمون
المعذبون في مكة بمقامهم بعيدًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين في
المدينة، ففر منهم أبو بصير عبيد الله بن أسيد، وهاجر إلى المدينة يبغي
المقام فيها مع المسلمين، فأرسلت قريش وراءه اثنين من رجالها، ليعودا به
إليها تنفيذًا لشروط الصلح، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يا أبا بصير،
إنا قد أعطينا هؤلاء القوم ما قد علمت، ولا يصلح لنا في ديننا الغدر، وإن
الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا، فانطلق إلى قومك)
_[ابن إسحاق].

وحزن
أبو بصير وقال: يا رسول الله أتردني إلى المشركين ليفتنوني في ديني؟ فلم
يزد النبي صلى الله عليه وسلم عن تكرار رجائه في الفرج القريب، ثم أرسل أبا
بصير مع القرشيين ليعودوا جميعًا إلى مكة، فاحتال أبو بصير أثناء الطريق
على سيف أحد الحارسين وقتله به، ففر الآخر مذعورًا، ورجع إلى المدينة يخبر
النبي صلى الله عليه وسلم بما وقع من أبي بصير، وإذا بأبي بصير يطلع شاهرًا
السيف يقول: يا رسول الله، وفت ذمتك وأدى الله عنك، أسلمتني بيد القوم
وامتنعت بديني أن أفتن أو يعبث بي، فقال صلى الله عليه وسلم: (ويل أمه
(كلمة مدح) مُسَعِّرُ حرب (أي مشعل حرب) لو كان معه رجال) _[أحمد].

وأدرك
أبو بصير أنه لا مقام له في المدينة، ولا مأمن له في مكة، فانطلق إلى ساحل
البحر في ناحية تدعي (العيص) وشرع يهدد قوافل قريش بطريق الساحل وسمع
المسلمون بمكة عن مقامه، فتلاحقوا به حتى اجتمع إليه نحو سبعين ثائرًا كان
منهم أبو جندل بن سهيل بن عمرو، وكونوا جيشًا ضَيقَ على قريش فلا يظفر بأحد
إلا قتله، ولا تمر بهم قافلة إلا اقتطعوها، فأرسلت قريش إلى النبي صلى
الله عليه وسلم تناشده أن يؤوي إليه هؤلاء فلا حاجة لها بهم.

وبذلك
نزلت قريش عن الشرط الذي أملته تعنتًا وقبله المسلمون كارهين، وهذا هو أول
الفتح على المسلمين، فقد تأكد لهم بعد ذلك أن المعاهدة كانت لصالحهم،
وأنها أتاحت لهم فرصة لنشر دينهم بعيدًا عن الانشغال بالحرب مع قريش.

إسلام أبي العاص بن الربيع:
وعندما
كان أبو جندل وأبو بصير وأصحابهما في المكان الذي اجتمعوا فيه عند ساحل
البحر، مرت بهم قافلة تجارية لقريش بقيادة أبي العاص بن الربيع زوج السيدة
زينب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت قد فارقته؛ لأنه كان مشركًا،
وهاجرت وحدها إلى المدينة.

فهاجم
أبو جندل ومن معه القافلة وأسروهم وأخذوا ما معهم من أموال، ولم يقتلوا
منهم أحدًا إكرامًا لأبي العاص، وأخلوا سبيله، فقدم أبوالعاص المدينة
واستجار بزينب، فكلمت زينب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك.

فقام
رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطب قائلا: (إنا صاهرنا أناسا، وصاهرنا أبا
العاص، فنعم الصهر وجدناه، وإنه أقبل من الشام في أصحاب له

من
قريش، فأخذهم أبو جندل وأبو بصير، وأخذوا ما كان معهم، ولم يقتلوا منهم
أحدًا، وإن زينب بنت رسول الله سألتني أن أجيرهم، فهل أنتم مجيرون أبا
العاص وأصحابه؟) فقال الناس: نعم. فلما بلغ أبا جندل وأصحابه قول الرسول
صلى الله عليه وسلم أطلقوا من كان عندهم من أصحاب أبي العاص وردوا إليهم
أموالهم.

ثم خرج أبو العاص حتى قدم مكة، فأدى إلى الناس بضائعهم، ثم أعلن
إسلامه، وعاد أبو العاص إلى المدينة مسلمًا، فرد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم زوجته زينب -رضي الله عنها-
[size=16][b]


غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw228dh


غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw22a2ea

غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw22b4ld

غزوات من تاريخ المسلمين....!! Gazw22c6lv

[/size][/b][/b]


[b][b][size=21][b][size=21]عمرة القضاء

في
العام السابع الهجري، أصبح للمسلمين الحق في دخول مكة للعمرة حسب اتفاقهم
مع قريش في العام السابق، فخرج رسول الله ( ومعه ألفان من المسلمين ودخلوا
مكة حاملين سيوفهم، وأخذوا يطوفون حول الكعبة في عزٍّ وقوة، حتى قال أهل
مكة من الكفار، وهم ينظرون في دهشة إلى المسلمين وقوتهم: هؤلاء هم الذين
قلتم: إن حُمَّى المدينة أضعفتهم! [أحمد]

وقضى
المسلمون عمرتهم ثم خرجوا من مكة بعد ثلاثة أيام احترامًا للاتفاق الذي
عقدوه في صلح الحديبية مع كفار قريش، وسميت هذه العمرة بعمرة القضاء؛ لأن
المشركين صدوا رسول الله ( عام الحديبية عن البيت الحرام، فكان مجيئه في
العام التالي لقضاء ما فاته.

وبينما الرسول ( وحوله أصحابه عائدون،إذا بفتاة تخرج من مكة، تجري خلفهم وتنادي رسول الله ( قائلة: يا عم. يا عم.
إنها
ابنة حمزة سيد الشهداء الذي استشهد في أحد، فأخذها علي بن أبي طالب،
وسلمها إلى السيدة فاطمة زوجته، وإذا بزيد بن حارثة وجعفر يتنافسان على
أيهما أحق بكفالتها.

فقال جعفر: ابنة عمي وخالتها زوجتي. وقال علي: أنا أخذتها وهي بنت عمي.
وقال
زيد: ابنة أخي؛ لأن النبي ( قد آخى بين زيد وحمزة. فحكم النبي ( بأن تكون
مع جعفر وزوجته. وقال: "الخالة بمنزلة الأم" [البخاري].

وفي هذه العمرة تزوج الرسول ( من السيدة ميمونة بنت الحارث الهلالية
-رضي الله عنه-.
إسلام عمرو بن العاص:
أمام
انتصارات الإسلام المتتالية، وازدياد قوة المسلمين يومًا بعد يوم، وقف
عمرو بن العاص مع نفسه، فهداه تفكيره إلى أن يرحل إلى الحبشة ويراقب من
هناك صراع الإسلام مع المشركين من قريش، فإذا انتصر المسلمون كان آمنًا،
وإذا انتصر الكفار عاد إليهم.

وبينما
عمرو بن العاص يستعد للدخول إلى النجاشي ملك الحبشة إذا به يرى عمرو بن
أمية الضمري -رضي الله عنه- خارجًا من عنده، فلما دخل عمرو على النجاشي قال
له: أيها الملك إن قد رأيت رجلاً يخرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا
فأعطنيه لأقتله فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا.

فغضب
النجاشي، ولطم أنفه بضربة شديدة، حتى ظن عمرو أن أنف النجاشي قد كسرت،
وارتعد عمرو من الخوف، لكنه تماسك وقال للنجاشي: أيها الملك! والله، لو
ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه. قال: أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه
الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى فتقتله؟ فقال عمرو: أيها الملك، أكذاك
هو؟ فقال النجاشي: ويحك يا عمرو! أطعني واتبعه فإنه والله لعلى الحق،
وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى بن عمران على فرعون وجنوده.

فقال عمرو: أفتباي
محمد أفندى
محمد أفندى
مدير الموقع
مدير الموقع
ذكر
رقم العضوية : 21
عدد المساهمات : 2156
التقييم : 1055
تاريخ التسجيل : 02/12/2010
العمر : 75
البلد : بورسعيد
غزوات من تاريخ المسلمين....!! 3913
غزوات من تاريخ المسلمين....!! 5910



غزوات من تاريخ المسلمين....!! Empty رد: غزوات من تاريخ المسلمين....!!

الأربعاء 22 ديسمبر 2010, 11:40 pm

[size=21]دعوته صلى الله عليه وسلم الملوك إلى الإسلام

بدأ
رسول الله صلى الله عليه وسلم( يبعث برسائله إلى ملوك وحكام العالم يدعوهم
فيها إلى الإسلام، فأرسل ( إلى النجاشي ملك الحبشة عمرو بن أمية الضمري،
فوضع النجاشي الرسالة على عينيه، ونزل عن سريره تواضعًا واحترامًا له
واعتنق الإسلام وقال: لو كنت أستطيع أن آتيه لأتيته.

وأرسل
إلى المقوقس حاكم مصر حاطب بن أبي بلتعة، فأحسن المقوقس استقباله، وأعطاه
هدايا كثيرة للنبي ( وجاريتين، وبغلة، وطبيبًا، ولكنه لم يدخل الإسلام
خوفًا على ملكه.

وأرسل
دحية بن خليفة الكلبي إلى هرقل ملك الروم، فسلمه دحية كتاب النبي ( الذي
يقول فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم
الروم، سلام على من اتبع الهُدَى. أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام،
أسلم تسلم، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين
(عامة الشعب)، (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا
نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله
فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) [آل عمران: 64] [البخاري].

فجمع
هرقل وزراءه وحاشيته وقال لهم: يا معشر الروم، هل لكم في الفلاح والرشد،
وأن يثبت ملكُكُم فتبايعوا هذا النبي (؟ فثارت الحاشية، ورفعوا الصليب
وأعلنوا عصيانهم، فلما رأى هرقل ذلك يئس من إسلامهم، وخاف على نفسه وملكه،
فقام بتهدئتهم، ثم قال: إني قلت مقالتي آنفًا لأختبر بها شدتكم على دينكم،
فقد رأيت. فسجدوا له، ورضوا عنه. [البخاري].

أما
كسرى ملك الفرس، فقد بعث إليه النبي ( بكتاب مع عبد الله بن حذافة، وآمن
بالله وقد جاء فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى كسرى
عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله، وشهد أنه لا إله
إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وإني أدعوك بدعاء الله، وإني رسول الله
إلى الناس كافة لأنذر من كان حيًّا ويحق القول على الكافرين، فأسلم تسلم،
وإن توليت فإنما إثم المجوس عليك" [ابن إسحاق].

فمزق
كسرى الرسالة، وأرسل لنائبه على اليمن يأمره بأن يرسل رجلين يأتيانه بمحمد
(، ووصل الرجلان لتنفيذ المهمة، وإذا بالنبي ( يخبر الرجلين أن الله مزق
ملك كسرى كما مزق كتابه، وعاد الرجلان إلى اليمن فوجد أن كسرى قد قتله
ابنه، فدخلا في الإسلام.
[/size][/b][/center]
[/size]
[/b][/center]
[/size]
[/b]
مـاهـــر
مـاهـــر
عضو متميز
عضو متميز
ذكر
رقم العضوية : 130
عدد المساهمات : 1734
التقييم : 1248
تاريخ التسجيل : 27/02/2012
العمر : 40
غزوات من تاريخ المسلمين....!! Aa_110
غزوات من تاريخ المسلمين....!! Wrrr110
غزوات من تاريخ المسلمين....!! 5910

غزوات من تاريخ المسلمين....!! Empty رد: غزوات من تاريخ المسلمين....!!

الأربعاء 29 فبراير 2012, 1:57 am
غزوات من تاريخ المسلمين....!! 4aa4d3d6306d11272624aa4d3d630ab90
avatar
ليدر
مدير الموقع
مدير الموقع
ذكر
رقم العضوية : 4
عدد المساهمات : 9777
التقييم : 402
تاريخ التسجيل : 07/11/2010
العمر : 57
http://leader-des.com/vb/

غزوات من تاريخ المسلمين....!! Empty رد: غزوات من تاريخ المسلمين....!!

الخميس 01 مارس 2012, 3:11 pm
بارك الله فيك و جعله فى ميزان حسناتك و نفعنا به

تحياتى و تقديرى ...
avatar
زائر
زائر

غزوات من تاريخ المسلمين....!! Empty رد: غزوات من تاريخ المسلمين....!!

الأربعاء 02 مايو 2012, 1:49 pm
طرح متميز و رائع و يثرى المنتدى بدون شك

سلمت لنا و موضوعاتك الهادفة

مودتى
... نبع الوفاء rose
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى