حملة التشكيك فى الأحاديث النبوية ليست وليدة اليوم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

حملة التشكيك فى الأحاديث النبوية الشريفة ليست وليدة اليوم و لن تنتهى !

بل ان التشكيك فى نبوة سيد ولد آدم صلى الله عليه و سلم ليس بدعة جديدة بدأت مع بعثته

صلى الله عليه و سلم و مازالت مستمرة و ستستمر مادام هناك كفرة و مغضوب عليهم و ضالون و مبتدعون

و على الرغم من ان العقل السليم يمكنه استجلاء الحقائق بكل سهولة و لكن ما العمل اذا ما عميت قلوب ؟ !

بداية لابد ان يكون منهج البحث واضحا و الهدف جلى حتى تسير الامور فى مسارها الصحيح

ولابد من أرضية ثابتة حتى يستقيم البناء و ننتهى الى سقف واحد او سيكون ذلك من الجدال العقيم !!

فلتكن البداية هى الايمان بالله و بأن القرءان هو كتابه المنزل على رسوله بن عبد الله صلى الله عليه و سلم

و قد نتناقش حولها فيما بعد و لكنها نقطة بداية اخترتها ليس الا .

فى سورة آل عمران الآية ( 53 ) يقول الله تعالى

رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْـزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ

فى سورة النساءالآية ( 59 ) يقول الله تعالى

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا

فى سورة المائدة الآية ( 92 ) يقول الله تعالى

وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ

فى سورة الأعراف الآية ( 157 ) يقول الله تعالى

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْـزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

فى سورة النور الآية ( 54 ) يقول الله تعالى

قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ

فى سورة الحشر الآية ( 7 ) يقول الله تعالى

وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُول فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عِه فَانْتَهُوا

و فى سورة سبأ الآية ( 28 ) يقول الله تعالى

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ

اذن هذه الآيات تشير الى وجوب طاعة الرسول و اتباعه , بمعنى ان الرسول سوف يبلغ الناس امورا

و ان على الناس طاعته و اتباعه , وواضح ايضا من الآيات ان الرسول سوف يأمر بأشياء و ينهى

عن اشياء أخرى و ان طاعته و اتباعه مأمور بهما

و من منطلق ايماننا بأن الله سبحانه و تعالى انزل القرءان و انه جل و علا حافظه

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ سورة الحجر الآية (9)

و من ثم و بالرجوع ثانية الى الآيات بصدر هذا الموضوع فإن الله سبحانه و تعالى سيحفظ سنة نبيه

بالتبعية و سوف يقيد لها رجالا يحفظونها و يبلغونها للناس و إلا كيف يقول الله سبحانه و تعالى مثلا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا النساء (59)

ثم لا يحفظ سنة نبيه !!!!! , هنا لنا وقفة فإما ان نقتنع بأن الله سبحانه و تعالى حفظ سنة نبيه حتى يتسنى

للناس اتباعه أو يكون القرءان الكريم قد دست عليه هذه الآيات او لا يوجد قرءان اصلا , أم ان هناك

احتمالات اخرى ؟!!


أستغفر الله العظيم

سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا

و لناعودة ان شاء الله لاستكمال الموضوع

لسؤال هنا كيف سيحفظ الله سبحانه و تعالى سنة نبيه متمثلة فى اقواله و افعاله بحيث يتناقلها الناس

فيأتمرون بأمره و ينتهون عما نهى عنه حسبما أمرهم بذلك المولى سبحانه و تعالى ؟

و الإجابة قد تكون ان الله سبحانه و تعالى سيحفظ سنة نبيه بذات الكيفية التى سيحفظ بها القرءان الكريم

اذ ان القرءان الكريم أنزل على الرسول البشير النذير من رب العرش العظيم فى زمن ما يعيش فيه أناس ما

و البديهى ان هؤلاء الناس سيتولون حفظ القرءان و السنة و يبلغوا بهما الناس فيتناقلوهما فردا بعد فرد

و جماعة بعد جماعة و جيلا بعد جيل فإذا ما حدث ذلك يكون الله سبحانه و تعالى قد حفظ كتابه الكريم

و حفظ سنة نبيه المصطفى صلى الله عليه و سلم

العقل و المنطق يقبلان هذا التصور تماما و من البديهى جدا ان جماعة البشر الذين بدأ من عندهم حفظ

الكتاب و السنة و من ثم الدين بالتبعية لابد ان يكونوا جماعة متميزة لها صفات معينة حتى يمكنها حفظ

الأمانة و نقلها بصدق تام و شفافية مطلقة بلا أهواء و الا نعود لنقطتنا الاولى من جديد و كيف ان الله

سبحانه و تعالى سيحفظ كتابه الكريم و سنة نبيه المصطفى ثم يعهد بهذه الأمانة لأناس غير جديرين بها !!

اذن المنطق هنا مغلوط تماما و العقل السليم لابد و ان يتيقن تماما ان الله سيختار اناس من الاخيار يحفظون

كتابه و سنة نبيه و بنفس المنطق و الأسلوب و اذا سلمنا بأن محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم هو

نبى الله المصطفى فلابد و انه سيكون له اصحاب اوفياء اتقياء انقياء امناء ينقلون الأمانة عنه بكل صدق

ام تراكم تظنون ان الله جل و علا سوف يبعث نبيا و يجعله اخر الأنبياء و يرسله الى كل الناس ثم لا يوفق

نبيه فى اختيار اصحابه و المقربين منه فيكون منهم خائنا للأمانة او متبعا لأهوائه ؟ !!!!!!!
حاش لله و سبحانه و تعالى عما يقولون علوا كبيرا

و للموضوع بقية ان شاء الله

اذن لكى يحفظ الله دينه الذى ارتضى لعباده فإنه سبحانه و تعالى سيحفظ لهم القرءان الكريم و معه سيحفظ

سنة نبيه صلى الله عليه و سلم كما انتهينا آنفا و سيتم ذلك من خلال جماعة من البشر تخبرنا لغة العقول

بأنهم لا بد و ان يكونوا مؤهلين لهذه المهمة الجسيمة و الأمانة الثقيلة و يقودنا هذا الى التسليم بأن النبى

محمد صلى الله عليه و سلم لابد و أن يكون اصحابه و المقربون منه من المتقين الأخيار

يمكننا هنا التوقف لتدبر الأمر قليلا !!

نعرف ان النبى صلوات الله و سلامه عليه بشر

اذن محتمل جدا ان يخطئ بشر فيختار صاحبا ثم نجد بمرور الوقت ان هذا الصاحب غير جدير بقربه

من النبى و ان النبى لكونه بشر قد جانبه الصواب فى اختيار هذا الصاحب !!!

بالفعل اخوانى هذا جائز جدا و كلنا تحدث لنا مثل تلك الأمور فى حياتنا و نخدع فى اصحابنا احيانا !!

اذن هذا تفكير عقلانى جدا و يتماشى مع المنطق و طبيعة النفس البشرية !!

و لكن هل تدرون من يمكنه الاقتناع بهذا المنطق المغلوط و الفكر المريض ؟!!

سوف اترك لكم الإجابة عن هذا السؤال و لكن دعونى اخبركم لما هو تفكير مغلوط تحفه الحماقة من كل

جوانبه و يأججه قلب اعمى و شيطان رجيم و نفس مريضة

فى سورة الأحزاب الآية ( 21 ) يقول الله تعالى

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا

هنا لابد ان نتوقف كثيرا و نعمل العقل جيدا حتى لا نضل

عندما يخبر الرئيس فى العمل ان فلانا انسان متميز جدا فى عمله و يذكر ذلك مرارا و تكرارا فى كل مناسبة

امام جميع العاملين فمعنى ذلك ان فلانا هذا عمله غاية فى الاتقان

و عندما يقرر رب السموات و الأرض فى قرءان يتلى منذ اكثر من 1400 سنة الى ان يرث الله الارض

و من عليها ان الرسول قدوة و قدوة حسنة فمعنى هذا ان الرسول صلوات الله و سلامه عليه لن يخطأ

ابدا فى اختيار اصحابه و الا كان قدوة فى جوانب اخرى ماعدا مسألة اختيار الاصحاب هذه و من ثم تكون

الآية الكريمة جاءت و قد شابتها شائبة و حاش لله ان يحدث هذا و سبحانه و تعالى عما يقولون علوا كبيرا

اذن فالله الواحد الأحد سوف يوفق نبيه فى اختيار اصحابه و بذا يكون سبحانه و تعالى قد صدق حين قال

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا

و من أصدق من الله قيلا , و يصبح الرسول صلى الله عليه و سلم قدوة فى كل افعاله

لعلكم تلاحظون اخوانى اننى احاول الا استند الى احاديث حتى الآن , فقط استعمل المنطق و العقل

لأن الايمان سيرتقى درجة درجة من الايمان بالله الى الايمان بالقرءان الى الايمان برسوله ثم التسليم

بأن اصحابه سيقومون بمهمة تبليغ الرسالة من بعده على الوجه الأكمل و سيأتى كل فى حينه بإذن الله تعالى

نستكمل بإذن الله

الحديث بدأ ينحدر الى منعطف خطير جدا

كلنا نعلم ان ابا بكر و عمر بن الخطاب رضى الله عنهما كانا مقربين جدا من رسول الله صلى الله عليه

و سلم و لن اتكلم عنهما فهما اعظم و اجل من ان يتحدث مثلى عنهما غير انى احب النظر الى هذا

الموضوع من نفس الزاوية !! تراكم تظنون ان النبى سيخطأ فى اختيار أقرب المقربين اليه ؟؟

ابهذا الاختيار يكون قدوة ؟ و قدوة حسنة ؟؟

ام ان من يسبهما يكون بذلك قد شكك فى النبى الكريم صلى الله عليه و سلم و من ثم يشكك فى القرءان

الذى وصفه بالقدوة الحسنة ؟

هل هناك احتمالات اخرى ام ان الامور تؤدى الى بعضها تباعا ؟!!

ارى ان الأمر يقتضى شيئا من التدبر فى القرءان !!

القرءان , كتاب عجيب يبدأ بداية خاشعة متضرعة بالحمد و الثناء على رب العالمين طالبة منه الهداية

كلمات جميلة يقبلها العقل ولا يرفضها ولا اعتقد ان هناك ملة من الملل ليس فيها حمدا و ثناءا و تضرعا

الى رب الكون و خالقه !!

ثم تأتى بعد ذلك آيات عجيبة تحير العقل

ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ البقرة ( 2 )

آية خطيرة جدا و جازمة بأن هذا الكتاب الذى بين ايدينا لا ريب فيه , هكذا بدون استخدام تفسير او معلم

و اقصدها تماما !!

سبحان الله , يقرأ الناس الافا مؤلفة من الكتب و بعضها غاية فى الروعة و يفكر المفكرون و يبدع

الشعراء و لكننا لم نقرأ قط من استهل كتابه بأنه ( لا ريب فيه ) بهذا الجزم و التأكيد

اذن لو اكتشفنا يوما ان هذا الكتاب قد حذفت منه و لو آية فسيفقد مصداقيته لدينا ككتاب سماوى !!

و اذن لو ضمن محمد صلى الله عليه و سلم عدم المساس بآيات القرءان فى حياته فكيف سيضمن ذلك بعد مماته ؟

الوحيد الذى يضمن هذا هو الواحد القهار

دعونا نتابع فى الآيات و نتوقف عند الآيتين ( 23 ) , ( 24 )

وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَـزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ

فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ

يا الله , لا ريب فيه ثم هذا التحدى الكبير و العقل السليم هنا لابد و ان يرضخ لحقيقة واحدة الا و هى

ان المساس و لو بأية من القرءان سيفقده مصداقيته تماما و من الهراء ان نعتقد ان القرءان الذى بأدينا

حذفت منه ايات معينة او كلمات معينة ثم نؤمن به على ماهو عليه حتى تظهر النسخة الأصلية !!!!!

ام اننا نعتقد مثلا ان الله سبحانه و تعالى اخفى النسخة الأصلية من القرءان الذى تعهد بحفظه و يتركنا

نعبده بقرءان محرف كل هذه السنين ؟ هل هذا مقبول منطقيا ؟؟!!!

استغفر الله العظيم

ادعو الله الا تنفلت اعصابى فأنا اتماسك بالكاد و الله

مشاركة غير مطلوب الرد عليها
فقط اجراء تنشيطى لضبط الفهرس
نعتذر عن الازعاج

إثبات حضور للمشاركة تقديرا و عرفانا .....
مشكور على بديع ما قدمت ....
مع أطيب و أرق تحية ...

طرح رائع استوجب تحيتى و اعتزازى