( فى انتظار..نهاية البداية )

فى حديث هامس مع الموت..لم يسمعه سوى الصمت..الذى خيم على جلستنا..
وأحاط بنا من كل جانب..وكأنى بالصمت قد غلفنا..فحجبنا عمن حولنا..
تضمن حديثى عتاب ولوم للموت..لطول انتظارى له..وعدم حضوره..
رغم تواعدنا على اللقاء..كما تضمن حديثه..انكار لادعائى..
وفيما يلى مادار بينى وبين الموت..من حوار متبادل:
بادرته قائلا: لقد طال انتظارى للقائك..الاّ أنك فى كل مرة..تخلف الميعاد..
ولاتحضر..ففى مرة التقت عيناى بعينيك..وأخرى همست فى أذنى..
وثالثة أشرت الىّ بيديك..تحية..وفى كل من هذه المرات..أنتظر حضورك..
وياطول انتظارى..ألهذا الحد أجد منك صدا..وألاقى منك بعدا ؟
فانتفض الموت قائلا : مهلا أيها الانسان..ماهذا؟ كفاك اتهاما لى بالباطل..
فأنا لم أعدك..ولم أتفق معك على لقاء..ماهذه الهواجس التى تعتريك ؟
أنا فعلا مررت من أمام عينيك..وقد تكون سمعت صوتى أو همسى..
ولعلك رأيتنى أشيربيدىّ..حقا..ولكن ماذكرت لم يكن موجها اليك..
ولم تكن أنت المعنىّ به..فأنا فى كل مرة مما أشرت..أكون على موعد ..
مع انسان ما..وليس معك أنت..
لقد كلت الىّ الاتهامات..وكثرت منك الادعاءات..وأنا منها جميعا..براء..
أنا ان أردت زيارتك..فلست فى حاجة الى ابلاغك..لأخذ الاذن منك..
فلن أكون ضيفا..يحل بدارك..لفترة ثم ينصرف..
حتما..سآتى اليك يوما..دون ابلاغك بموعد حضورى مسبقا..وسأصحبك معى..
عند الانصراف..فأنا أحضر بمفردى..ولاأنصرف بمفردى..بل آخذ معى..
من حضرت لزيارته..ولن يرانى عند الحضور..وعند الانصراف..سواك..
فما عليك الاّ انتظارى..والاستعداد لاستقبالى..للرحيل معى..ليس بارادتك..
بهذه الكلمات..أنهى الموت حديثه معى..ثم انصرف..فجأة..وبمفرده ودون استئذان..
فأدركت..أنه لم يحضر الىّ..لانهاء مهمته..بل فى زيارة ودية..
( هل من مصدّق ؟؟)

تحياتى..........

ربنا يديك الصحة و يبارك فى عمرك و ينعم علينا جميعا بحسن الخاتمة يا استاذنا الغالى

أستاذنا الغالى / ليدر

بارك الله لك فى عمرك وفى سعيك لكل عمل تبغى من ورائه مرضاة الله..

نسأل الله حسن الخاتمة فى كل قول وعمل..حتى نلقاه بنفس راضية مطمئنة..

( انه ولىّ ذلك والقادرعليه )