منتديات مصرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
admin
admin
مدير الموقع
مدير الموقع
ذكر
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 13582
التقييم : 2521
تاريخ التسجيل : 05/11/2010
العمر : 57
من غيره تعالى أعاد إلى صاحبى 3913
http://masrya.ahlamontada.org

من غيره تعالى أعاد إلى صاحبى Empty من غيره تعالى أعاد إلى صاحبى

الأربعاء 08 فبراير 2012, 5:00 pm
التقيته منذ بضعة أسابيع ..
أحبه كثيرا ذلك الإنسان الوفى النبيل و لكن تحول قسوة الحياة دون أن نلتقى على فترات متقاربة ..
كان يفضى إلىّ كثيرا حتى بت أحفظه عن ظهر قالب ..
كان وجهه وضّاءا كأنما هالة نورانيه تكسوه ..
تبسمت و أنا أحييه و أسلم عليه ..
أعرف ذلك الوجه الوضّاء جيدا مثلما أعرف اصفراره .. !!
قلت فى نفسى و أنا أسأله عن أحواله ، هاهو صاحبى يقوم من الليل مثلما عرفته أول مرة .. إنه هو هو لم يتغير .. إن أخطأ لم يكف البتة عن جلد ذاته حتى تطيب نفسه .. و إن تاب و أناب بدا كما البدر فى ليلة لفها السواد و غرقت فى غياهب الظلام ..
و هكذا التقينا فى مقهى عتيق يفوح منه عبق الأصالة و جمال الماضى و قد أطلت علينا القيثارة من مذياع قريب بشدو لم استشعر معه بالبرد القارص الذى يتدثر به المكان !! .. ( يطووووول بعدك .. و اعيش بعدك على شوقى و أشجانى ) .. كانت ترددها كثيرا كأعذب ما يكون الغناء فيهزم جمال صوتها و بديع تناغمه صوت آلات موسيقية تصحبه فيود المرء لو تصمت الآلات و يستمر صدح القيثارة إلى الأبد !! ..
ثم انتهى السلام و السؤال عن الأحوال و دار الحديث بيننا :
قال : أنا مش مرتاح يا أخى .. مش عارف أعيش .. تعبان أوى ..
أشعلت سيجارة و مكثت أرقب دخانا يتصاعد منها كأنه جان يتلوى و يتوعد !! و أنا أستحثه بنظرة ليستكمل ..
قال : يا أخى أنا طول عمرى محترم .. بغلط .. بضيع .. برجع .. باستغفر ربنا كتير .. بس عمرى ما حسيت إنى حقير .. الأحساس ده مدمرنى و مخللينى مش عارف أعيش .. مش عارف أعمل إيه .. تعبت و الله ...
و أستدار بوجهه و قد أنتزع سيجارة ليبدى لى أنه فعل ذلك ليشعلها غير أنه كان فى الحقيقة يخفى عنى احمرار عينيه و يستجمع كل ما أوتى من قوة ليمنع عبرة أبت إلا أن تكشف رهافة حسه و رقة مشاعره فانهمرت كما الندى يغسل خدود الورد حين يتفتح فينا الصباح ..
ثم وجدتنى أقوم مسرعا و أدلف إلى دورة مياه متهالكة نال الزمان من حوائطها فاكتست ملامحها بالشيخوخة العتيقة !! ..
و ابتلعت أنا الأخر عبرة أوشكت أن تشاطر صاحبى حزنه غير أنها ترفقت به و أنا الذى لطالما هزمه البكاء !! ..
.. عدت إلى صاحبى و قد أعانه فرارى فاستعاد رباطة جأشه و هدأته فبادرته قائلا و أنا أمد إليه يدى بسيجارة : مالك يا عم .. فى إيه ..
قال : فاكر سلمى ؟
قلت : أيوه ..
تذكرتها سريعا إذ أننى لم يكن قد مضى علىّ فى مسكنى الجديد سوى بضع سنين !!
قال بسرعة و هو يتلعثم و يكاد أن يستجمع كلمات تتساقط منه قهرا : كنا بنحبو بعض .. و خرجنا مرة مع بعض .. و بعد كده كنا بنتقابلو على الشات ..
أخذت ألملم لحيتى الصغيرة و أضم شفتاى الواحدة إلى الأخرى محاولا كبح ضحكات فلم تجد منفذا سوى أنها أخذت تتقافز من عيناى فضحك و ضحكت ..
كان هذا كونى أعرف أن كلاهما متزوج !! ثم ما لبثت أن بادرته قائلا : طول عمرك ما بتعرفش تنشن !! .. و استمر الضحك ....
قال : بص .. أنا غلطت غلطة عمرى و نفسى أسامح نفسى و نفسى أنساها البت دى بس مش قادر .. مش قادر أسامح نفسى ولاانا قادر احترمها زى الأول .. حاسس إنى حقير .. إحساس فظيع منغص علىّ حياتى و مخللينى مش عارف أعيش و الله يا أخى ..
تماسك كثيرا و حاول كثيرا أن يدارى دموعه و حزنه وهو يتكلم حتى أنه كاد يبكينى فقد ارتسم حينها على وجهه ما حوت الدنيا من ألم و ندم ... !!
قلت : احكى لى بشويش عشان أفهم .. جايز أقدر أخفف عنك ..
قال : إحنا نهينا العلاقة دى بعدما أبوها عرف ..
أشعلت سيجارة و قد قررت ألا أسأله عن تفاصيل و أن أدعه يخبرنى فقط بما تسمح به نفسه ..
قال : المشكلة أنها بتعدى قدامى ليل نهار .. بتسلم على جيراننا و منهم أصحابى طبعا إلا أنا .. و بتشترى من المحل اللى قدام محلى وما تشتريش منى أبدا بعدما كانت زبونة عندى ما تشتريش إلا منى .. أسلوبها ده محسسنى إنى حقير لدرجة إنى اتمنيت أموتها و أخلص من الإحساس ده .. خلليتنى أحس إن الناس بتبص لى و إنهم عارفين اللى بيننا .. أنا مش عارف أعمل إيه و معرفش هى بتعمل كده ليه ..
قلت : أبوها كلمك فى حاجة ؟
قال : لا .. هو ما بيخرجش من سنتين لأنه تعبان شوية و مابيقدرش يمشى
قلت : حد من المنطقة علاقته بيك اتغيرت ؟
قال : صاحبتها بس .. بطلت هى كمان تشترى من عندى .. لكن مرة قابلتها و سألتها مش باينة ليه قالت لى أن خطيبها مش عايزها تنزل تشترى حاجة من الشارع تانى إلا معاه ..
أشعلت سيجارة أخرى .. كنت أنتظر أن يتفتق ذهنى عن فكرة يمن بها الله سبحانه و تعالى علىّ فى هذا الموقف المؤلم فقد كنت أعيش الألم مع صاحبى و أتمنى لو خففت عنه بعض ما يحتمل ..
قلت : إيه أخبار الصلاة معاك ؟..
قال : بصلّى و الحمد لله و بستغفر ربنا ليل نهار و طلعت حج على فكرة السنة اللى فاتت ..
قلت : يا بختك .. ربنا يارب يتقبل منك
قلت : انت حسيت إن سلمى بتحبك ؟
قال : أيوه ..
قالها و الحزن يعتصر قلبه .. يالوجه صاحبى هذا !!
قلت : و عايزها تسلم عليك عادى زى الأول و تشترى منك زى ماكانت متعودة ؟
قال : حتى لو مرة و مرة أو مرة و عشرة لأ .. بس مش كده اللى بتعمله معايا ده .. انا مش قادر أعيش كويس و الله .. و الله يا أخى ما حاسس بطعم حاجة .. محسسانى إنى حقير .. الإحساس ده غبى أوى و مدمرنى و تاعبنى و الله العظيم ..
قلت : خللى بالك انت ما فكرتش فى حاجة مهمة أوى .. عارف إيه ؟
قال : إيه دى ؟
قلت : قول لى الأول .. تفتكر هى بتعمل كده ليه ؟
قال : و الله ما اعرف .. جايز كبرياء .. معرفش بصراحة فى ايه ..
قلت : هى طبيعية فى الشارع و بتمارس حياتها عادى ؟
قال : طبيعية جدا و مش شايف أى تغيير ..
قلت : عارف انت ما فكرتش فى ايه ؟ .. انت ماعملتش حساب إنها مثلا ممكن تكون وعدت أبوها و حلفت له إنها تقطع علاقتها بيك ..
و هنا أطرق صاحبى و أحسست بألمه و انكساره و ندمه ..
أحسست أننى ربما أصبت كبد الحقيقة التى كنت أعلم أنه كان ليصيبها لولا جلده لذاته بغير هوادة ولا راحة !! ..
قلت : انت تحمد ربنا سبحانه و تعالى ..
أولا : رزقك الإحساس بالألم
ثانيا : رزقك التوبة و الندم
ثالثا : أنعم عليك بالحج
رابعا : مراتك عارفة حاجة ؟
قال : لا
قلت : دى كمان نعمة و نعمة كبيرة و الله .. و بعدين انت ماخسرتش غير سلمى و صاحبتها .. سلمى كنت ح تضيع و تضيعها و صاحبتها لازم طبعا تسمع كلام خطيبها ..
فكر بالطريقة دى و انت ترتاح يا صومة .. و ياللا بينا نصلو العشا ..
قمنا و أنا أستشعر خطواته المتثاقلة و أحس خجله منى و قد تيقنت تماما أن أعيننا لن تلتقى ثانية .. قاومت دموعا و حزنا لا يعلم مداه إلا الله و قد عزمت ألا أدعه يفعل ذلك و لكنه سيفعل !! ..
أعرف سلمى .. تمنيت لو أطلب منها أن تسلم عليه و تشترى منه بصورة متقطعة حتى لا يكون ذلك سببا فى حرجه و إحساسه أن الناس ترقبه و تعلم عنه ما أخفاه الله و ستره و لكننى تذكرت انه ربما تكون قد أقسمت لأبيها فلم أدرى ماذا أقول لها لو قالت أنها فعلا أقسمت على ذلك !!
عدت ادراجى و الدمع ينهمر من عينى كلما تذكرت دمعه و ألمه و أننى لن ألقاه ثانية فقد قرر صاحبى أن يغيب عنى و أنا أعلم أنه مازال حيا وودت لو لم يكن هذا اللقاء ..
من تراه يعيد إلى ّ صاحبى ؟
اللهم إنى أسألك بأنى أشهد ألا إله إلا أنت الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد أن ترد إلىّ صاحبى ...
هكذا كنت أدعو الله بعد عودتى و لم يخيب الله سبحانه و تعالى رجائى
الحمد لله ..
rose
avatar
ليدر
مدير الموقع
مدير الموقع
ذكر
رقم العضوية : 4
عدد المساهمات : 9777
التقييم : 402
تاريخ التسجيل : 07/11/2010
العمر : 57
http://leader-des.com/vb/

من غيره تعالى أعاد إلى صاحبى Empty رد: من غيره تعالى أعاد إلى صاحبى

الثلاثاء 01 مايو 2012, 12:44 pm
مشاركة غير مطلوب الرد عليها
فقط اجراء تنشيطى لضبط الفهرس
نعتذر عن الازعاج

rose
avatar
زائر
زائر

من غيره تعالى أعاد إلى صاحبى Empty رد: من غيره تعالى أعاد إلى صاحبى

الخميس 03 مايو 2012, 6:03 pm
إثبات حضور للمشاركة تقديرا و عرفانا .....
مشكور على بديع ما قدمت ....
مع أطيب و أرق تحية ...

i love u
رومانسية
رومانسية
عضو متميز
عضو متميز
انثى
رقم العضوية : 56
عدد المساهمات : 1281
التقييم : 461
تاريخ التسجيل : 20/02/2011
العمر : 53

من غيره تعالى أعاد إلى صاحبى Empty رد: من غيره تعالى أعاد إلى صاحبى

السبت 05 مايو 2012, 8:57 am
من غيره تعالى أعاد إلى صاحبى Fcff1f9b80f
avatar
زائر
زائر

من غيره تعالى أعاد إلى صاحبى Empty رد: من غيره تعالى أعاد إلى صاحبى

الإثنين 14 مايو 2012, 5:30 pm
طرح رائع استوجب تحيتى و اعتزازى

من غيره تعالى أعاد إلى صاحبى 11230alsh3er
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى