منتديات مصرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
زائر
زائر

رسالة الغفران للمعرى Empty رسالة الغفران للمعرى

الخميس 14 نوفمبر 2013, 5:44 pm
أبو العلاء المعرىّ، نسبة الى المعرّة فى سوريّا، هو من ألّف "رسالة الغفران" رداً عن كتاب جاءه من علي بن منصور الحلبي المعروف بابن القارح؛ وكان قد كتب إليه رسالةً افتتحها بتمجيد الله وتعظيمه ، ثم ذكر شوقه إلى أبي العلاء وأكثر من مدحه ، ثم ذكر رسالة الزهرجي التي حملّه إياها إلى أبي العلاء وضياعَها ، ثم ذكر المتنبي وما رمي به واسترسل في ذكر الزنادقة ، ثم نعى أهل عصره ، ثم ذكر توبته وعزوفه عن اللذاذات وكِبَر سنه ، ثم ذكر خبره مع الوزير أبي الحسن المغربي صديقِ أبي العلاء وترجم أثناء ذلك لنفسه ، وقد رصّع رسالته مِن محاسن الشعر والأدب واللغة والأخبار ما أراد أن يَعلمه عنه أبو العلاء الذي لم يكن يعرف عنه إلا أنه الذي هجا الوزيرالمغربي .فجاء رد أبي العلاء على جزئين:
الكتابالأول:
افتتحه بذكر ما يحمله لابن القارح في نفسه ، ثم ذكر رسالتَه ورجى له الثواب بما أورده فيها من تمجيد وثناء على الله وتوبة إليه ،. وساقه الاستطراد في ذكر الثواب إلى ذكر الجنة وتخيَّلَ تنعمَ ابن القارح فيها ، وطوفانه برياضها ، فذكر أباريقَ خمرها وأنهارَ عسلها ومائها وسمكَها وفضله على ما تغنى به الشعراء من خمر الفانية وعسلها ..
ثم تخيَّلَ مصاحبته لأدباء الفردوس ، وذكر بعض أهل اللغة والأدب وأشار إلى شيء مما كان بينهم ، وتحسر على غياب الأعشى عنهم لأنه لم يُسلم بل فضّل الخمر على الهداية ، ولكنه رآه بعدَ ذلك في الجنة حيثُ أنّه شفع له مديحه النبيَّ فدخل الجنّة محرماً عليه خمرها.
ورأى من الجاهليين: زهيراً وعَبيدَ بن الأبرص وعَدِيّ بن زيد ، وخرج للقنص مع عدي والتقى أبا ذؤيب وهو يحلب ناقة له ، ثم أكمل نزهته فالتقى النابغتين ، وكان يستوقف كل شاعر على شيء من شعره يستحسنه ، أو يسأل عنه ، أو يتثبت من نسبته إليه ، ويسأل أهل الجاهلية كيف غُفر لهم ودخلواالجنة؟ثم تمر بهم مجموعة من الأوز فيشتهون الغناء ، فينقلبن بقدرة الله جواري يغنين غناءاً لم يُسمع قط ، ويذكر هنا أنواع الألحان ومشاهير المغنين من أهلالدنيا ..ثم يمر بهم حسان وبعد حديث ينفض مجلسهم ، ثم يسير فيلقى عوران قيس الخمسة ويصنع معهم صنيعه مع من قبلهم ، فمنهم من يجيبه ، ومنهم من يَعجب لبقاء حفظه على ما رأى الناس من هول أنساهم كل محفوظ ، فيذكر لهم ماعاناه هو من أهوال وكيف صار إلى الجنة ، واستجداءه رضوان بمديحه بالشعر الذي لا ينفق عنده كما كان ينفق عند ملوك الدنيا ، ثم استشفاعَه بحمزة ثم علي رضي الله عنهما ، وكيف أنّه أضاع صحيفة توبته وهو يصرف خصوم أبي علي عنه في زحام الحشر ، فيشهد له قاضي حلب بإخلاص توبته إلا أن أمير المؤمنين يشيح بوجهه عنه ، فيستشفع بآل البيت وصلاتِه عليهم أن يسألوا فاطمة رضي الله عنها أن تشفع فيه إلى أبيها ، فتوكل به أخاها إبراهيم فيردفه خلفه ، فتقبل توبته وينصرف إلى الصراط ، فتجوز به إحدى جواري فاطمة وتهديها رضي الله عنها إليه خادمةً في الجنة ، ثم يجوز به إبراهيم t مرة أخرى باب الجنة ... حتى إذا استكمل حديثه مع العوران دعاهم لَبيد بن ربيعة إلى داره.
ثم يخطر ببال ابن القارح أن يصنع مأدبة يدعو إليها كل من في الجنة من شعراء الخضرمة والإسلام ، ويصف أبو العلاء إعداد الطعام ، واستجابة الدعوة ، وحضور من تاب من المغنين ومجلسهم وحديثهم .. فإذا طعم القوم ينفرد ابن القارح بجاريتين من الحور ، فيصف الحور ممن دخل الجنة من نساء الدنيا ومن ينشئهن الله من أثمار شجر الحور ، فيقطف ابن القارح ثمرة تنتج عنه حورية يذهل لجمالها الرائوون ...
ثم يقصد طرف الجنة ليطلع على أهل النار، فيمر في طريقه بجنة العفاريت، فيلقى أبا هدرش ويسأله عن شعر الجن وأخبارهم، وبينما هو يسير إذ به يرى الأسد الذي سلطه الله على عتبة بدعوة النبي عليه ، ويرى الذئب الذي كلم الأسلمي .ثم يلقى في أقصى الجنة الحطيئة، الذى كاد أن لا يطأها لسوء فعله.فإذا أشرف على النار لقي الخنساء جاءت تنظر إلى أخيها صخر ، فيطلع على النار فيرى إبليس ويجري بينهما كلام ، فيذكران بشاراً وتفضيله إبليس على آدم عليه السلام ، فإذا هما به يتقلب في النار فيسأله ابنُ القارح عن شعره ، فلا يجيبه لما هو فيه ، ويسأل عن امرىء القيس فيحضر عنده ، ويطول كلامهما حول شعره ، ثم يرى عنترة العبسي ويُحدثه عن أبي تمام وينشده بعض شعره ، ثم يرى علقمة بن عبدة ثم عمرو بن كلثوم ثم الحارث البشكري ثم طرفة ثم أوس بن حجر ثم أبا كبير فصخراً الهذليان ثم الأخطل فالمهلهل التغلبيان ثم المرقشان ثم الشنفرى وتأبطشراً. وكان بعض هؤلاء لا يطيل معه الكلام ،لما هو فيه من العذاب فيتركهم ويعودإلى محله من الجبة . واثناء عودته يقابل آدم عليه السلام ويسأله عمّا نُسب إليه من شعر ، ثم يمر بروضة الحيّات ، ويجد بينهن ذات الصفا ، التي ذكرها النابغة الذبياني ، وحية أخرى سكنت دار الحسن البصري ثم جدار أبي عمرو بن العلاء ثم ارتحلت إلى الكوفة فاستفادت علما وفقها وأدبا ، وتَعرض عليه أن تنقلب على الفوْر حورية ، يقيم عندها ويرشف من رُضابها ، لكنه يرتعد منها ويفر عنها ، ويعود إلى حوريته التي تركها عند شجر الحور ، ثم يصير إلى جنة الرجز ويرى من غُفر له من الرجاز ويكلم رُؤْبة ويشتد بينهما الجدل ، فيتركه ويقبل على خمر الجنة التى حرّم على نفسه صنوها فى الفانية.

الكتابالثانى:
أما الجزء الثاني فيتتبع فيه رسالة ابن القارح مجيباً عنها ، ومُعلقاً على ما فيها ولعل أبرز ما أورده أبو العلاء فيها علمَه بأوجه القراءة وتوجيهها ، والأحاديث ، وتاريخ الإسلام ومعتقدات الفرق . آراءه النقدية في الشعر والرجز والمعاني والرواية ونحل الأبيات وأخبار الشعراء وما استحسن لهم وما أخذ عليهم . معجمَه اللغوي الكبير وما وعته ذاكرته من الغريب فصيحِا وشاذّا ، والمترادفاتِ والمسجوعاتِ ومجازاتِ القول وأحكامَ الإعراب. ولقد أورد المستشرق الإيطالى دلائل تُثبت تأثر دانتى صاحب الملهاة الإلهيّة برسالة الغفران وأنّ المعرى يسبق دانتى زمنياً وأنّه تأثر به عن طريق اقتباسه مّما كتبه ابن عربى عن المعراج .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى