عقيدة أهل السنة فى الصفات تجمع بين موافقة المنقول والمعقول
الأحد 04 نوفمبر 2012, 7:59 pm
أهل السنة والجماعة يثبتون لله عز وجل ما أثبته لنفسه ، وما أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إثباتاً بلا تشبيه ، وينزهون الله عز وجل عن مشابهة المخلوقين ، تنزيهاً بلا تعطيل .
وموافقة هذة العقيدة للمنقول أن الله عز وجل أثبت لنفسه صفات وأثبت النبى صلى الله عليه وسلم له عز وجل صفات وظاهر الكتاب والسنة يجب القول به ، والوقوف معه ، حتى يدل الدليل على أن الظاهر غير مراد ، فالله عز وجل أثبت لنفسه صفة السمع والبصروالحياة والقومية والوجه والنفس واليدان وغير ذلك مما نطق به الكتاب العزيز،أو اثبته له النبى صلى الله عليه وسلم ولم يرد دليل أو أثارة من علم على أن الظاهر غير مراد ، وكأن الذين ينفون الصفات بدعوى التنزيه أعلم بالله عز وجل من الله عز وجل فيقال لهم : ( أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ) [ البقرة : 140 ] . هل هم أعلم بالله عز وجل من الله عز وجل أو من رسوله صلى الله عليه وسلم ويستحيل أن يكون ظاهر الآيات والأحاديث فى الصفات غير مراد .
أما موافقة هذة العقيدة للمعقول : فيستحيل أن يكون المخلوق أكمل من الخالق عز وجل ، فلإنسان يتصف بصفة السمع والبصر ، وإن كان السمع محدوداً والبصر محدوداً ، فكيف يليق بالله عز وجل سلب هذة الصفات عنه بدعوى التنزيه ، فيكون المخلوق الضعيف أكمل من الخالق عز وجل من هذة الحيثية
والذين نفوا عن الله عز وجل صفة السمع والبصر والحياة خشية الوقوع فى تشبيه الله عز وجل بالإنسان الحى السميع البصير ، وقعوا فى تشبيه الله عز وجل بالجمادات الخسيسة ، التى لا تسمع ولا تبصر ، بل ليست فيها حياة بالكلية ، كما أن الذين نفوا عن الله عز وجل استواءه على عرشه وفوقيته بدعوى التنزيه وقالوا أن الله عز وجل فى كل مكان ، وقعوا فى دعوى وجود الله عز وجل فى دورات المياه ، وأجواف الحيوانات ، وهكذا كل من هرب من مقتضى الكتاب والسنة يقع فيما هرب منه ، والله تعالى يُعيب الآلهة الباطلة ويبين عجزها وعدم استحقاقها للعبادة فيقول الله عز وجل : ( إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ) [ فاطر : 14 ] .
وهذا إبراهيم عليه السلام إمام الحنفاء يقول لأبيه : ( يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا ) [مريم : 42 ] .
فهؤلاء المعطلة يجعلون لآذر حجة على إبراهيم الخليل فيمكنه أن يقول له : وأنت أيضاً تعبد مالا يسمع ولا يبصر ، فالمعقول أن نثبت لله هذة الصفات على أكمل وجه يليق بالله عز وجل : ( أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ) [ الكهف : 26 ] .
فالإنسان له سمع محدود على بعد معين ، وبذبذبات معينة ، وله بصر محدود فى أبعاد محددة وبأحجام معينة ، وبشروط معينة ، كتوفر الضوء مثلا ، والله تعالى يقول : (سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ) [ الرعد : 10 ]
فالمعقول أن نثبت لله عز وجل هذة الصفات التى أثبتها لنفسه ، وأثبتها له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونعتقد أنها كما تليق بجلال الله عز وجل وعظمته ، كما قال تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) [ الشورى : 11 ] .
فجمعت عقيدة أهل السنة والجماعة فى الصفات بين موافقة المعقول والمنقول
احمد فريد
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى