إطلالة من نافذة متفائل على أرض مصر
الخميس 12 ديسمبر 2013, 6:11 pm
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد
أحبتي في الله . .
يسرني اليوم أن أقدم لكم هذا النموذج المتفائل في عصرنا الحاضر، والذي يُعرِّف نفسه قائلاً :
(أوقن تمام اليقين بأن قضاء الله كله خير، وأن رحمة الله تعالى تنضوي في ثنايا أحداث هذه الحياة، صغيرها وكبيرها، المفرح منها والمحزن، فالله تعالى أرحم بعباده من الوالدة بولدها، ولن يعجر الناظر لكل حدث من زاويته الإيجابية، أن يرى آثار رحمة الله تعالى فيه، بل قد يصل إلى الحكمة الربانية منه، فيطمئن قلبه، وتزول الهموم عن نفسه، فيحظى بعظيم ثواب الآخرة؛ جزاء رضاه بقضاء الله وقدره، وينعم في دنياه بألطاف الله التي حملتها له تلك الأقدار في طياتها، فيعلم أن الأمر كله بيد الله وحده، وعليه فلا يجد اليأس إلى نفسي طريقاً، ولا يجد الإحباط أو السلبية في تفسيري لأي حدث سبيلاً)!!
فأنا المتفائل دوماً في زمن اليأس!!
بل والمتخذ من الأمل في رحمة الله تعالى زاداً إلى النصر، وسوف أتشرف بدءً من اليوم باستضافتكم (على حلقات متتابعة) للنظر من (نافذة تفاؤلي) على الأحداث الجارية في بلاد المسلمين، لتعلموا علم اليقين أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً!!
(الحلقة الأولى)
ونبدأ أولى جولاتنا من أرض الرجولة والشهامة، التي يغالب أهلها همومهم دوماً بخفة ظلهم، وحلاوة روحهم، وطيبة قلوبهم!! إنهم أهل مصر (سكر الشعوب وملح الطعام في آن واحد)!! فبدون فكاهتهم وطرافة مواقفهم، تفقد دنيا الناس بريقها وبهجتها!!
ومع ذلك فهم أشد الناس عاطفة لدين الله عز وجل، لا يفوقهم في ذلك أي شعوب من الشعوب، وكيف لا؟! وهم أصهار خير البشر صلى الله عليه وسلم!! والذين كسرت على صخرة صمودهم في الماضي هجمة التتر والمغول، وقريباً سيشهد التاريخ نهوضها من كبوتها؛ لتنهض معها الأمة كلها بإذن الله من جديدٍ!!
فباختصار شديد، ماذا حدث، وما الذي نترقب حدوثه على أرضك يا مصر؟!
قامت فيك انتفاضة مقهورين، أطلق عليها الناس ثورة المصريين (ولكن وا أسفاه) لم يكن التيار الإسلامي من أوقد جذوتها وحده، وقد كان هو الأولى بذلك على وجه الإطلاق!! ولكن نظراً لتردد خطواته؛ قامت على أكتاف نسيج المعارضين اختلط فيه المنافقون بالمصلحين والأدعياء بالصادقين، والمنحلون المنحرفون بالشباب المتدينيين، والعلمانيون والليبراليون (قادة الخيانة والعمالة) بالإسلاميين (إخواناً وسلفيين) وتطاحنوا فيما بينهم، في حين ظلت أعين فلول النظام المجرم ترقب المشهد من بعيد، وتخطط بحذر شديد؛ لإبقاء أذرعها السرطانية مسيطرة على مفاصل الدولة، متمثلة في الإعلام والقضاء والشرطة والجيش، فقلبوا بمؤامرات دولتهم العميقة الموازين، وأثاروا الفتن بين فئات الشعب المسكين، لينفردوا بالحكم من جديد!! بعدما دارت العجلة عكسياً على أمال وطموحات الإسلاميين، الذين تلقوا درساً قاسياً؛ بسبب تنازلهم عن كثير من ثوابتهم، ظناً منهم أن هناك ثمة سبيل للالتقاء مع مختلف الفرقاء في منتصف الطريق!!
فأوقعوا العامة والخاصة في فتنة، جعلت الحليم منهم حيراناً في خضم خلط معاني الحق المبين، بالباطل الأثيم!! ولم يلبثوا يسيراً حتى اجتمع عليهم أهل الباطل بجميع طوائفهم ومناهجهم الخرقاء، وجعلوها حرباً ضروساً على كل ما يمت بصلة لمنهج هذا الدين!!
وكان حقاً على الله أن يغار علي دينه، ويلقن أولياءه درساً واجباً في حتمية المفاصلة بين الحق والباطل، بل وحتمية اتباع المنهج الصحيح للوصول إلى نصره المأمول، فأجرى أقداره بما يفضح خبايا معسكر أهل الباطل لأوليائه؛ من خلال ما قامت به عصبتهم الإجرامية من انقلاب عسكري غاشم؛ سعياً منهم لنصرة باطلهم؛ بتنحية كل ما يمت لدين الله بصلة من المشهد بأكمله، كدليلٍ دامغ وبرهان ساطع؛ على بغضهم المتأصل لهذا الدين، فلم يألوا في أهل الحق إلا ولا ذمة، حيث حرقوا المساجد وقتلوا المصلين واعتقلوا حتى النساء والأطفال والمسنين!! فضلاً عن مئات الآلاف من الشباب المتدينيين!!
وبمشهد هذا الانقلاب الدامي، أُسدل الستار على فصل كئيب من الأوهام والتلبيس والتدليس، وقع خلاله الإسلاميون في كثير من الأخطاء بسبب غبش الرؤيا، فأراد الله لهم ترتيب أوراقهم من جديد، وكأنه يمنحهم الفرصة لتدراك الزلات، وتصحيح الأخطاء!!
فلو لم يكن هذا الانقلاب . .
لما أُسقطت الأقنعةُ عن الوجوه!! ولما اجتمع أهل الباطل عن بكرة أبيهم من (علمانيين وليبراليين وناصريين وشيوعيين ووفديين وفلول الحزب الوثني الأثيم وغيرهم من الأحزاب الصبيانية الناشئة حديثاً على مبادئهم ونظرياتهم) في فصيل واحد؛ ليكشفوا عن (حقيقة وجوههم القبيحة) على مرآى من الناس ومسمع؛ ليلعنوا عداءهم الصريح للإسلام، بل ولكل من يحمل منهجه من المسلمين، ويحرقوا أنفسهم تماماً إلى غير رجعة!!
فطهروا بذلك صفوفنا من رجسهم، وأخرجوا أنفسهم بأنفسهم من بين أظهرنا؛ بعدما طال زمن المغازلة والمساومة على ثوابت الدين!!
ولو لم يكن هذا الانقلاب . .
لما سقطت آخر أوراق التوت عن العورة المغلظة لإعلامهم الفاجر، الذي بالغ في إجرامه وكذبه وبهتانه؛ حتى تبرأ من (عتو فجره) إعلام أعتى دول الكفر على مستوى العالم!! بل وأضحى (بخزي أدائه) مضرب الأمثلة في الهزيان والعهر الفكري والسقوط الأخلاقي؛ إلى درجة لم يحترم فيها أبسط العقول فهماً وإدراكاً!!
فسقط سقوطاً مروعاً في مزبلة التأريخ؛ وما كان له أن يبلغ ذلك خلال حكم الرئيس/ د.مرسي، حيث صنع منه المنافقون صنماً مقدساً!! وكياناً مصاناً لا يُمس!! بعدما بالغ في الدفاع عن حريته المتشدقون، ونافح عن استقلاليته المتنطعون!!
فإذا به الآن قد أضحى (عاجزاً كسيراً) يترقب إطلاق رصاصة الرحمة وهو مطروح على مقصلة الإعدام المعنوي؛ تمهيداً (للقصاص منه قتلاً وحرقاً) بعدما أشعل بفتنته العمياء بيوت المصريين، وأحرق بتحريضه الغاشم قلوب الأمهات اللاتي فقدن أبناءهن المقتولين ظلماً بأيدي أسيادهم المجرمين!!
فصار الخلاص من رجسه مطلباً شعبياً من عموم المصريين، وأضحى الطريق بفضل الله ممهداً أمام الإسلاميين؛ ليقوموا وحدهم بتنفيذ هذا الحكم العادل المتين؛ بمجرد عودتهم المأمولة قريباً بإذن الله رب العالمين!!
ولو لم يكن هذا الانقلاب . .
لما انفضحت المنظومة القضائية الفاسدة بكل مؤسساتها، وتيقن الناس من أنها تُدار بالفعل بيد عصابة إجرامية من مافيا التزوير المخضرمة في رخص الذمم، وبيع الضمائر!! قد جعلت منها عزبة خاصة، توزع فيها المناصب على أبناء القضاة ووكلاء النيابة المقربين، فضلاً عن المتملقين والمحسوبين على نظام الإجرام القديم!! فكشف هذا الانقلاب حقيقة عوارها وفضح خبايا فسادها، حتى صارت العبارة التي طالما تشدقوا دوماً بترديدها، من كون قضائهم يمثل رمزاً (للقضاء الشامخ) تمثل مزحة للضحك، ومثاراً السخرية!!
والآن، أضحى نصل السيف بيد الشعب الثائر مسلولاً على عنق هذه المنظومة الفاسدة؛ لاستئصالها يوماً لا محالة، فصار هذا الانقلاب إيذاناً بزوالها وممهداً لاندثارها في القريب العاجل بإذن الله!!
ولو لم يكن هذا الانقلاب . .
لما كشف الجيش - الذي كان مصرياً - عن وصول قيادة (صهيونية خسيسة عميلة) لأعلى المناصب فيه!! ولما تعرف المصريون على حقيقة جيشه الضرغام، والذي طالما تغنى بوطنيته، وأنه بالفعل قد مسخت عقيدته العسكرية، وانسلخت روحه الوطنية، وأضحت غرفة عملياته تُدار من تل أبيب!!
بل وصار ضمن قادته من مختلف الأسلحة نماذج إجرامية فاقت كل وصف!! حيث تجردت تماماً من آدميتها، وفقدت شرفها وكرامتها؛ حين بالغت في إظهار أقبح صور فجورها بالاستمتاع بقتل أبناء شعبها، وحرق جثثتهم ودهسها بالمدرعات بدمٍ بارد!! بل وتجاوزت كل الحدود وفاقت كل مستويات الفجر والإجرام بتعديها على بيوت الله تعالى وحرقها!! بل وحرق كتاب الله والمصلين الآمنين بها!!
فأحدثت تلك الصدمة المفزعة؛ رغبة عارمة (تغلي كالمرجل) في أعماق قلوب المصريين، تقضي بحتمية إجراء عملية جراحية عاجلة؛ لاستئصال الأورام الخبيثة من هذا الجيش المتسرطن!!
ولو لم يكن هذا الانقلاب . .
لما أعادت وزارة الإجرام الداخلية إلى ذاكرة المصريين علانية، أسوأ وأقبح صور البطش والتنكيل والتعذيب والتشفي، التي مارست فيها جميع ألوان الإذلال والمهانة على أفراد الشعب الذين توهموا زوراً القضاء عليها بعد ما يزعمونه من ثورة يناير إلى غير رجعة!!
فإذا بهم يبرهنون على أصالة نجاستهم، وخبث طويتهم، وخسة وضاعتهم، وفساد منظومتهم، مما يجعل منها مؤسسة جرثومية موبوءة في جسد الشعب المصري!!
وأضحى تغييرها الجذري ضرورة حتمية، وليس مجرد إعادة هيكلتها فحسب، وهذا المطلب - بمجرد سقوط الانقلابيين قريباً بإذن الله – سيكون لدى المصريين مسألة موتٍ أو حياة، حيث لن يمكن التنازل عنه بحال، لاسيما بعدما أتاح لها الشعب الفرصة مكرراً؛ لتصحيح أدائها بعد ثورة 25 يناير المزعومة (غير أن ذيل الكلب لا يمكن اعتداله بحال)!!
ولو لم يكن هذا الانقلاب . .
لما كشف (رذيلة المفتي السابق المجرم علي جمعة) عن دينه الجديد قائلاً : (إنهم لا يستحقون مصريتنا) ولما عاينت العامة هذا النموذج الماثل بعمالته الفاضحة من شيوخ السلاطين المعممين، ولما استمع بأذنيه لفداحة نفاقهم وقبح فجرهم، وهم يستبيحون دماء المسلمين؛ في سبيل الحصول على متاع الدنيا الرخيص بالترقية في مناصبهم، فانهارت جدران تلك (الصومعة الكهنوتية) المنعوتة بالشرف زوراً، لتكشف عن عمالة فاضحة، وبيع لأحكام هذا الدين بأبخس الأثمان!!
فأضحت تلك (المؤسسة بفسادها الإداري والتنظيمي) بل وحتى العقائدي (ما بين صوفي وأشعري) في مرمى نيران الشعب المصري المسلم، لتطهيرها من خبثها، وإعادة ترتيب كافة أوراقها، بما يضمن استقلاليتها التامة، ولا يسمح باستخدامها أبداً؛ كغطاء شرعي لفساد أي فاسد أو طغيان أي طاغية!!
ولو لم يكن هذا الانقلاب . .
لما ظهرت على الساحة تلك النماذج الصادقة من عموم الناس الذين أبت عليهم كرامتهم، وشرف انتمائهم لدينهم، أمثال (محمد الجوادي، ووائل قنديل، وسالم عزوز، ومحمد القدوسي وغيرهم من الشرفاء) أن يكونوا ضمن القطيع المساق من قبل الانفلابيين الإجراميين؛ لممارسة التضليل الإعلامي، والعهر الفكري، والنفاق العلني، كالذي يقوم به ممثلوا جبهة الخراب الوطني من الممسوخين عقلياً أمثال (حسن نافعة، وحسام فودة، ومحمود عطية، ومن قبلهم خالد داود وغيرهم)!!
فعلا شأن أولئك بصدق مبادئهم، وشرف أدائهم، في حين حفر الآخرون حقارة وضاعتهم على صخور قاع مزبلة المنافقين في ذاكرة التأريخ!!
ولو لم يكن هذا الانقلاب . .
لما بدأت فصول تلك المعركة الطاحنة لتكسير العظام، والتي تدور رحاها الآن (من وراء الكواليس) بين مختلف أفراد تلك العصابة الإجرامية المتصهينة التي قادت هذا الانقلاب!! بل وامتدت نيران تلك المعركة؛ لتشمل حتى الطفيليين الطامحين لنيل حصتهم (التي وعدوا بها) من كعكة الوطن من (المرتزقة الأوباش) الذين تضافرت جهودهم (الخبيثة والحثيثة) في دعم مساعي تلك العصابة؛ لتنفيذ هذا الانقلاب!!
فإذا بالسحر ينقلب بفضل الله على الساحر!! وإذا بالنفوس الساقطة الحقيرة تتداعى إلى القتال في معركة ضارية مريعة!! كل مقاتليها يصارع شبح ضياع آماله في تحقيق أمنياته الخبيثة، فإذا بساحة الحرب تتحول إلى مشهد رؤوس متمايلة من أنواع الأفاعي السامة تتراقص أمام بعضها؛ كل منها يريد إظهار مهاراته وخبراته في العمالة والخيانة، وقدرته على اللدغ بأنواع السم المميتة!!
وإذا بالمجرم الخسيسي يقلب ظهر المجن لكل من ساندوه في انقلابه من العلمانيين والليبراليين والمرتزقة الناصريين، لينفرد وحده بزعامة وهمية، تصور نفسه فيها وكأنه القائد الفذ القادم وسط الملايين، ولكن على ظهر نعجته السقيمة!!
إن الله سيكفيكم بأسهم ويزيل سلطانهم؛ بما سيكون بينهم خلال الأيام القليلة القادمة بإذن الله من شديد بأسهم وفتك بعضهم ببعض أيها الأحبة في مصر!!
ولكن عسى أن تكونوا للحكمة الربانية من المدركين
ولأخطائكم العقائدية من المتداركين
ولمنهج ربكم من الملازمين
ومن ذنوبكم من المستغفرين
ولربكم دوماً من الذاكرين
ابو مهند القمرى
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد
أحبتي في الله . .
يسرني اليوم أن أقدم لكم هذا النموذج المتفائل في عصرنا الحاضر، والذي يُعرِّف نفسه قائلاً :
(أوقن تمام اليقين بأن قضاء الله كله خير، وأن رحمة الله تعالى تنضوي في ثنايا أحداث هذه الحياة، صغيرها وكبيرها، المفرح منها والمحزن، فالله تعالى أرحم بعباده من الوالدة بولدها، ولن يعجر الناظر لكل حدث من زاويته الإيجابية، أن يرى آثار رحمة الله تعالى فيه، بل قد يصل إلى الحكمة الربانية منه، فيطمئن قلبه، وتزول الهموم عن نفسه، فيحظى بعظيم ثواب الآخرة؛ جزاء رضاه بقضاء الله وقدره، وينعم في دنياه بألطاف الله التي حملتها له تلك الأقدار في طياتها، فيعلم أن الأمر كله بيد الله وحده، وعليه فلا يجد اليأس إلى نفسي طريقاً، ولا يجد الإحباط أو السلبية في تفسيري لأي حدث سبيلاً)!!
فأنا المتفائل دوماً في زمن اليأس!!
بل والمتخذ من الأمل في رحمة الله تعالى زاداً إلى النصر، وسوف أتشرف بدءً من اليوم باستضافتكم (على حلقات متتابعة) للنظر من (نافذة تفاؤلي) على الأحداث الجارية في بلاد المسلمين، لتعلموا علم اليقين أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً!!
(الحلقة الأولى)
ونبدأ أولى جولاتنا من أرض الرجولة والشهامة، التي يغالب أهلها همومهم دوماً بخفة ظلهم، وحلاوة روحهم، وطيبة قلوبهم!! إنهم أهل مصر (سكر الشعوب وملح الطعام في آن واحد)!! فبدون فكاهتهم وطرافة مواقفهم، تفقد دنيا الناس بريقها وبهجتها!!
ومع ذلك فهم أشد الناس عاطفة لدين الله عز وجل، لا يفوقهم في ذلك أي شعوب من الشعوب، وكيف لا؟! وهم أصهار خير البشر صلى الله عليه وسلم!! والذين كسرت على صخرة صمودهم في الماضي هجمة التتر والمغول، وقريباً سيشهد التاريخ نهوضها من كبوتها؛ لتنهض معها الأمة كلها بإذن الله من جديدٍ!!
فباختصار شديد، ماذا حدث، وما الذي نترقب حدوثه على أرضك يا مصر؟!
قامت فيك انتفاضة مقهورين، أطلق عليها الناس ثورة المصريين (ولكن وا أسفاه) لم يكن التيار الإسلامي من أوقد جذوتها وحده، وقد كان هو الأولى بذلك على وجه الإطلاق!! ولكن نظراً لتردد خطواته؛ قامت على أكتاف نسيج المعارضين اختلط فيه المنافقون بالمصلحين والأدعياء بالصادقين، والمنحلون المنحرفون بالشباب المتدينيين، والعلمانيون والليبراليون (قادة الخيانة والعمالة) بالإسلاميين (إخواناً وسلفيين) وتطاحنوا فيما بينهم، في حين ظلت أعين فلول النظام المجرم ترقب المشهد من بعيد، وتخطط بحذر شديد؛ لإبقاء أذرعها السرطانية مسيطرة على مفاصل الدولة، متمثلة في الإعلام والقضاء والشرطة والجيش، فقلبوا بمؤامرات دولتهم العميقة الموازين، وأثاروا الفتن بين فئات الشعب المسكين، لينفردوا بالحكم من جديد!! بعدما دارت العجلة عكسياً على أمال وطموحات الإسلاميين، الذين تلقوا درساً قاسياً؛ بسبب تنازلهم عن كثير من ثوابتهم، ظناً منهم أن هناك ثمة سبيل للالتقاء مع مختلف الفرقاء في منتصف الطريق!!
فأوقعوا العامة والخاصة في فتنة، جعلت الحليم منهم حيراناً في خضم خلط معاني الحق المبين، بالباطل الأثيم!! ولم يلبثوا يسيراً حتى اجتمع عليهم أهل الباطل بجميع طوائفهم ومناهجهم الخرقاء، وجعلوها حرباً ضروساً على كل ما يمت بصلة لمنهج هذا الدين!!
وكان حقاً على الله أن يغار علي دينه، ويلقن أولياءه درساً واجباً في حتمية المفاصلة بين الحق والباطل، بل وحتمية اتباع المنهج الصحيح للوصول إلى نصره المأمول، فأجرى أقداره بما يفضح خبايا معسكر أهل الباطل لأوليائه؛ من خلال ما قامت به عصبتهم الإجرامية من انقلاب عسكري غاشم؛ سعياً منهم لنصرة باطلهم؛ بتنحية كل ما يمت لدين الله بصلة من المشهد بأكمله، كدليلٍ دامغ وبرهان ساطع؛ على بغضهم المتأصل لهذا الدين، فلم يألوا في أهل الحق إلا ولا ذمة، حيث حرقوا المساجد وقتلوا المصلين واعتقلوا حتى النساء والأطفال والمسنين!! فضلاً عن مئات الآلاف من الشباب المتدينيين!!
وبمشهد هذا الانقلاب الدامي، أُسدل الستار على فصل كئيب من الأوهام والتلبيس والتدليس، وقع خلاله الإسلاميون في كثير من الأخطاء بسبب غبش الرؤيا، فأراد الله لهم ترتيب أوراقهم من جديد، وكأنه يمنحهم الفرصة لتدراك الزلات، وتصحيح الأخطاء!!
فلو لم يكن هذا الانقلاب . .
لما أُسقطت الأقنعةُ عن الوجوه!! ولما اجتمع أهل الباطل عن بكرة أبيهم من (علمانيين وليبراليين وناصريين وشيوعيين ووفديين وفلول الحزب الوثني الأثيم وغيرهم من الأحزاب الصبيانية الناشئة حديثاً على مبادئهم ونظرياتهم) في فصيل واحد؛ ليكشفوا عن (حقيقة وجوههم القبيحة) على مرآى من الناس ومسمع؛ ليلعنوا عداءهم الصريح للإسلام، بل ولكل من يحمل منهجه من المسلمين، ويحرقوا أنفسهم تماماً إلى غير رجعة!!
فطهروا بذلك صفوفنا من رجسهم، وأخرجوا أنفسهم بأنفسهم من بين أظهرنا؛ بعدما طال زمن المغازلة والمساومة على ثوابت الدين!!
ولو لم يكن هذا الانقلاب . .
لما سقطت آخر أوراق التوت عن العورة المغلظة لإعلامهم الفاجر، الذي بالغ في إجرامه وكذبه وبهتانه؛ حتى تبرأ من (عتو فجره) إعلام أعتى دول الكفر على مستوى العالم!! بل وأضحى (بخزي أدائه) مضرب الأمثلة في الهزيان والعهر الفكري والسقوط الأخلاقي؛ إلى درجة لم يحترم فيها أبسط العقول فهماً وإدراكاً!!
فسقط سقوطاً مروعاً في مزبلة التأريخ؛ وما كان له أن يبلغ ذلك خلال حكم الرئيس/ د.مرسي، حيث صنع منه المنافقون صنماً مقدساً!! وكياناً مصاناً لا يُمس!! بعدما بالغ في الدفاع عن حريته المتشدقون، ونافح عن استقلاليته المتنطعون!!
فإذا به الآن قد أضحى (عاجزاً كسيراً) يترقب إطلاق رصاصة الرحمة وهو مطروح على مقصلة الإعدام المعنوي؛ تمهيداً (للقصاص منه قتلاً وحرقاً) بعدما أشعل بفتنته العمياء بيوت المصريين، وأحرق بتحريضه الغاشم قلوب الأمهات اللاتي فقدن أبناءهن المقتولين ظلماً بأيدي أسيادهم المجرمين!!
فصار الخلاص من رجسه مطلباً شعبياً من عموم المصريين، وأضحى الطريق بفضل الله ممهداً أمام الإسلاميين؛ ليقوموا وحدهم بتنفيذ هذا الحكم العادل المتين؛ بمجرد عودتهم المأمولة قريباً بإذن الله رب العالمين!!
ولو لم يكن هذا الانقلاب . .
لما انفضحت المنظومة القضائية الفاسدة بكل مؤسساتها، وتيقن الناس من أنها تُدار بالفعل بيد عصابة إجرامية من مافيا التزوير المخضرمة في رخص الذمم، وبيع الضمائر!! قد جعلت منها عزبة خاصة، توزع فيها المناصب على أبناء القضاة ووكلاء النيابة المقربين، فضلاً عن المتملقين والمحسوبين على نظام الإجرام القديم!! فكشف هذا الانقلاب حقيقة عوارها وفضح خبايا فسادها، حتى صارت العبارة التي طالما تشدقوا دوماً بترديدها، من كون قضائهم يمثل رمزاً (للقضاء الشامخ) تمثل مزحة للضحك، ومثاراً السخرية!!
والآن، أضحى نصل السيف بيد الشعب الثائر مسلولاً على عنق هذه المنظومة الفاسدة؛ لاستئصالها يوماً لا محالة، فصار هذا الانقلاب إيذاناً بزوالها وممهداً لاندثارها في القريب العاجل بإذن الله!!
ولو لم يكن هذا الانقلاب . .
لما كشف الجيش - الذي كان مصرياً - عن وصول قيادة (صهيونية خسيسة عميلة) لأعلى المناصب فيه!! ولما تعرف المصريون على حقيقة جيشه الضرغام، والذي طالما تغنى بوطنيته، وأنه بالفعل قد مسخت عقيدته العسكرية، وانسلخت روحه الوطنية، وأضحت غرفة عملياته تُدار من تل أبيب!!
بل وصار ضمن قادته من مختلف الأسلحة نماذج إجرامية فاقت كل وصف!! حيث تجردت تماماً من آدميتها، وفقدت شرفها وكرامتها؛ حين بالغت في إظهار أقبح صور فجورها بالاستمتاع بقتل أبناء شعبها، وحرق جثثتهم ودهسها بالمدرعات بدمٍ بارد!! بل وتجاوزت كل الحدود وفاقت كل مستويات الفجر والإجرام بتعديها على بيوت الله تعالى وحرقها!! بل وحرق كتاب الله والمصلين الآمنين بها!!
فأحدثت تلك الصدمة المفزعة؛ رغبة عارمة (تغلي كالمرجل) في أعماق قلوب المصريين، تقضي بحتمية إجراء عملية جراحية عاجلة؛ لاستئصال الأورام الخبيثة من هذا الجيش المتسرطن!!
ولو لم يكن هذا الانقلاب . .
لما أعادت وزارة الإجرام الداخلية إلى ذاكرة المصريين علانية، أسوأ وأقبح صور البطش والتنكيل والتعذيب والتشفي، التي مارست فيها جميع ألوان الإذلال والمهانة على أفراد الشعب الذين توهموا زوراً القضاء عليها بعد ما يزعمونه من ثورة يناير إلى غير رجعة!!
فإذا بهم يبرهنون على أصالة نجاستهم، وخبث طويتهم، وخسة وضاعتهم، وفساد منظومتهم، مما يجعل منها مؤسسة جرثومية موبوءة في جسد الشعب المصري!!
وأضحى تغييرها الجذري ضرورة حتمية، وليس مجرد إعادة هيكلتها فحسب، وهذا المطلب - بمجرد سقوط الانقلابيين قريباً بإذن الله – سيكون لدى المصريين مسألة موتٍ أو حياة، حيث لن يمكن التنازل عنه بحال، لاسيما بعدما أتاح لها الشعب الفرصة مكرراً؛ لتصحيح أدائها بعد ثورة 25 يناير المزعومة (غير أن ذيل الكلب لا يمكن اعتداله بحال)!!
ولو لم يكن هذا الانقلاب . .
لما كشف (رذيلة المفتي السابق المجرم علي جمعة) عن دينه الجديد قائلاً : (إنهم لا يستحقون مصريتنا) ولما عاينت العامة هذا النموذج الماثل بعمالته الفاضحة من شيوخ السلاطين المعممين، ولما استمع بأذنيه لفداحة نفاقهم وقبح فجرهم، وهم يستبيحون دماء المسلمين؛ في سبيل الحصول على متاع الدنيا الرخيص بالترقية في مناصبهم، فانهارت جدران تلك (الصومعة الكهنوتية) المنعوتة بالشرف زوراً، لتكشف عن عمالة فاضحة، وبيع لأحكام هذا الدين بأبخس الأثمان!!
فأضحت تلك (المؤسسة بفسادها الإداري والتنظيمي) بل وحتى العقائدي (ما بين صوفي وأشعري) في مرمى نيران الشعب المصري المسلم، لتطهيرها من خبثها، وإعادة ترتيب كافة أوراقها، بما يضمن استقلاليتها التامة، ولا يسمح باستخدامها أبداً؛ كغطاء شرعي لفساد أي فاسد أو طغيان أي طاغية!!
ولو لم يكن هذا الانقلاب . .
لما ظهرت على الساحة تلك النماذج الصادقة من عموم الناس الذين أبت عليهم كرامتهم، وشرف انتمائهم لدينهم، أمثال (محمد الجوادي، ووائل قنديل، وسالم عزوز، ومحمد القدوسي وغيرهم من الشرفاء) أن يكونوا ضمن القطيع المساق من قبل الانفلابيين الإجراميين؛ لممارسة التضليل الإعلامي، والعهر الفكري، والنفاق العلني، كالذي يقوم به ممثلوا جبهة الخراب الوطني من الممسوخين عقلياً أمثال (حسن نافعة، وحسام فودة، ومحمود عطية، ومن قبلهم خالد داود وغيرهم)!!
فعلا شأن أولئك بصدق مبادئهم، وشرف أدائهم، في حين حفر الآخرون حقارة وضاعتهم على صخور قاع مزبلة المنافقين في ذاكرة التأريخ!!
ولو لم يكن هذا الانقلاب . .
لما بدأت فصول تلك المعركة الطاحنة لتكسير العظام، والتي تدور رحاها الآن (من وراء الكواليس) بين مختلف أفراد تلك العصابة الإجرامية المتصهينة التي قادت هذا الانقلاب!! بل وامتدت نيران تلك المعركة؛ لتشمل حتى الطفيليين الطامحين لنيل حصتهم (التي وعدوا بها) من كعكة الوطن من (المرتزقة الأوباش) الذين تضافرت جهودهم (الخبيثة والحثيثة) في دعم مساعي تلك العصابة؛ لتنفيذ هذا الانقلاب!!
فإذا بالسحر ينقلب بفضل الله على الساحر!! وإذا بالنفوس الساقطة الحقيرة تتداعى إلى القتال في معركة ضارية مريعة!! كل مقاتليها يصارع شبح ضياع آماله في تحقيق أمنياته الخبيثة، فإذا بساحة الحرب تتحول إلى مشهد رؤوس متمايلة من أنواع الأفاعي السامة تتراقص أمام بعضها؛ كل منها يريد إظهار مهاراته وخبراته في العمالة والخيانة، وقدرته على اللدغ بأنواع السم المميتة!!
وإذا بالمجرم الخسيسي يقلب ظهر المجن لكل من ساندوه في انقلابه من العلمانيين والليبراليين والمرتزقة الناصريين، لينفرد وحده بزعامة وهمية، تصور نفسه فيها وكأنه القائد الفذ القادم وسط الملايين، ولكن على ظهر نعجته السقيمة!!
إن الله سيكفيكم بأسهم ويزيل سلطانهم؛ بما سيكون بينهم خلال الأيام القليلة القادمة بإذن الله من شديد بأسهم وفتك بعضهم ببعض أيها الأحبة في مصر!!
ولكن عسى أن تكونوا للحكمة الربانية من المدركين
ولأخطائكم العقائدية من المتداركين
ولمنهج ربكم من الملازمين
ومن ذنوبكم من المستغفرين
ولربكم دوماً من الذاكرين
ابو مهند القمرى
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى