منتديات مصرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
admin
admin
مدير الموقع
مدير الموقع
ذكر
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 13582
التقييم : 2521
تاريخ التسجيل : 05/11/2010
العمر : 57
يقظة الشعب.. منعة من الاستبداد 3913
http://masrya.ahlamontada.org

يقظة الشعب.. منعة من الاستبداد Empty يقظة الشعب.. منعة من الاستبداد

الأحد 05 فبراير 2012, 8:04 pm
الكاتب: عبد المنعم الشحات

تاريخ النشر: الأحد، 05/02/2012

في صفحة من صفحات تاريخنا المشرق، وفي موقف من المواقف التي لم ولن يعرفها التاريخ إلا في هذه الأمة، صعد أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يومئذٍ أفضل رجل على ظهر الأرض، وهو يومئذٍ حاكم المسلمين، صعد المنبر ليتصدى لفكرة هدامة بدأت تدب في أوصال الأمة، لا يذهبن عقلك بعيداً عندما تقرأ أن الحاكم سيتصدى لفكرة هدامة فتظن أن الأمر على ما ألفت من حكام زماننا فالأفكار الهدامة في عرفهم هي التي تهد عروشهم أو تهز كراسيهم، ولكن الذي أرق الصديق هو سوء فهم البعض لآية من كتاب الله، مرة أخرى لعله يقفز إلى ذهنك ما اعتاده حكام زماننا، من توظيف الدين لأغراضهم السياسية، حتى ممن يرفعون شعار فصل الدين عن السياسة ، ولكنهم متى احتاجوا استخرجوا الفتاوى التي تثبت حكمهم ولووا أعناق النصوص لتوافق أهواءهم، لا يختلف في هذا حاكم ديمقراطي عن آخر ديكتاتور أو حاكم غربي عن آخر شرقي.

ولكن الذي أرق أبو بكر هو سوء فهم من النوع الذي يروق الحكام عادةً، وإنه لسوء فهم يؤدي إلى نوع من السلبية والتراخي في مواجهة الظلم ، هذا الذي طرأ على الناس في فهمهم لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ"، حينئذٍ قال الصديق: "يا أيها الناس إنكم تقرأون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها، وإني سمعت رسول الله - صلى اله عليه وسلم - يقول: "إن الناس إذا رأو الظلم فلم ينكروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب".

هذه الصفحة من صفحات تاريخنا نقدمها للذين يقولون إن الإسلام لم يقدم نظام حكم كما نقدمها من باب أولى للذين يتخوفون أن يكون نظام الحكم الإسلامي مشابهاً للدولة الدينية في التاريخ الأوروبي.

وأخيراً نقدمها إلى الشعب المصري الذي عانى كثيراً من ظالمين جثموا على صدره وكتموا أنفاسه، وهم بين قائل: "على نفسي" بالمعني الفاسد وبين مدرك انه لا منافاة بين الآية ويليه التكليف الشرعي بالأخذ على يد الظالم إلا أنه لتمكن الظالم لا يجد إلى ذلك سبيلاً ، فيلجأ إلى الانتقال من درجة إنكار لدرجة أقل حتى يصل إلى أضعف الإيمان كما قال النبي - صلى اله عليه وسلم - : «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ».

زال الظلم وحدثت الاستطاعة، فحذار من أن نضيعها ونعود إلى سلبيتنا، وإذا كانت الأصوات تخرج من هنا ومن هناك تعبر عن مخاوف من عودة الاستبداد واختطاف السلطة من قبل مؤسسة ما، واتجاه ما فإن الضمان الوحيد من هذا كله أن يبقى المجتمع مستيقظاً يأخذ على يد الظالم ، وكما يجادل الحكام أن يوظفوا الدين لصالحهم، يجادل غيرهم، ومن ذلك أن كثيراً من القوى السياسية العالمانية تطالب علماء الدين ودعاته والمشتغلون بالسياسة تحت مظلته، أن يربوا الناس على الأخذ على يد الظالمين على أساس أنه من أساسيات الدين، يتناسى هؤلاء أن الظلم شرعاً أعم من نهب الأموال وإيذاء الأبرياء وأنه لا يقتصر على ظلم الحكام بل ظلم الفساق والفجار ودعاة المنكرات ، وأن الأخذ على يد الظالم هو جزء من أمر أكبر يسمى "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وأن العقاب الالهي المتوعد به فيما رواه أبو بكر – رضي الله عنه – من ترك الأخذ على يد الظالم ورد بالعبارة الأعم والمفهوم الأشمل من حديث حذيفة – رضي الله عنه : "قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ».

اذن فإذا أردت أخي المسلم أن تتبع تعاليم دينك دون أن يوظفه حاكم أو يتلاعب به مثقف، فعليك أن تنكر كل ما تراه مخالفاً للشرع في حدود الممكن والمستطاع.

ومن حدود الاستطاعة ألا تزيل منكراً بنمكرٍ أكبر منه ومن ذلك التصدي لتغيير المنكرات باليد لمن لا يملك السلطان الذي يتيح له ذلك، ومن فعل ذلك فهو أهل لأن ينكر عليه، وأشدهم حاجة للإنكار عليه من يفعلون المنكرات من إتلاف المال وتعطيل حاجات الناس بزعم إنكار الظلم، نريد مجتمعاً مستيقظاً واعياً يأخذ على يد الظالم ولا يترك فرصة لميلاد ديكتاتور جديد ولا يسمح بتحطيم ثوابته وفي ذات الوقت يحمي ممتلكاته ويحافظ على بلاده.
avatar
زائر
زائر

يقظة الشعب.. منعة من الاستبداد Empty رد: يقظة الشعب.. منعة من الاستبداد

الأربعاء 02 مايو 2012, 6:24 pm
طرح متميز و رائع و يثرى المنتدى بدون شك

سلمت لنا و موضوعاتك الهادفة

مودتى
... نبع الوفاء rose
avatar
زائر
زائر

يقظة الشعب.. منعة من الاستبداد Empty رد: يقظة الشعب.. منعة من الاستبداد

الإثنين 14 مايو 2012, 1:43 pm
تسجيل حضور و متابعة

الف شكر

تحياتى و تقديرى

rose
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى