احقنوا الدماء
الأحد 06 مايو 2012, 7:46 pm
احقنوا الدماء
كتبه / ياسر برهامي .
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم ... أما بعد .. .
فمشهد ميدان العباسية في غاية الألم ، كم كنا نحذر من هذه السلوكيات والأفكار التي يريد البعض من خلال نشرها الوصول للفوضى والدمار ، غير عابئ بما يسفك من دماء وما ينتهك من حرمات ونحن في هذه المحنة العصيبة ، التي ندعوا الله أن يخرج مصرنا الحبيبة وشعبنا الطيب منها بسلام .
ونذكر الجميع بما قال الله – سبحانه وتعالى : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء: 93) ، نحذر من تأويل الجاهل أو تحريف المضل يقنع المرء به نفسه أو غيره بأن ما يفعله ليس قتلا لمسلم بغير بحق ، بل هو نصرة للحق ، أو دفعا لظلم أو دفاعا عن النفس ، بل ربما كان هو المبطل والظالم والمعتدي ، ونحذر من الوقوع في الهرج الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِي أَيِّ شَيْءٍ قَتَلَ وَلَا يَدْرِي الْمَقْتُولُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قُتِلَ "[مسلم : (2908)] . القاتل والمقتول في النار .
ولا تكفي النيات الحسنة في دفع الإثم عمن شارك في قتل مسلم ، ولا اتباع الظنون التي لا بينة عليها ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ "[ البخاري : 5144 ، مسلم : 1413] ، قال تعالى : ( إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً ) (يونس: 36) .
ونذكر الجميع بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا " [ البخاري : 6862، أحمد : 5648] ، وبقوله : " أو ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء " متفق عليه . وقال : لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث : كفر بعد إيمان ، زنا بعد إحصان ، والنفس بالنفس " .
ولنحذر من دعاوى التكفير الجاهلة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ومن قال لأخيه يا كافر ، فهو كقتله " وقال : " من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما " .
وليعلم كل مشارك في الفتن أن توبة القاتل للمسلم عمدا غير مقبولة عن ابن عباس وغيره ، والصحيح أنها لا تسقط كل الإثم ؛ لأنه يبقى حق المقتول ، يأتي يوم القيامة وأوداجه تشخب دما ، يقول يا رب سل هذا فيم قتلني ، حتى لو أخذ أوليا المقتول حقهم بالقصاص أو بالدية أو بالعفو ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : " نزلت هذه الآية : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ ...) الآية (النساء: 93) وهي آخر ما نزل وما نسخها شيء ".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن بين يدي الساعة لأياما ينزل فيها الجهل ، ويرفع فيها العلم ، ويكثر فيها الهرج " والهرج : القتل ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حمل علينا السلاح فليس منا " وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أمر من مر بسهام في المسجد أو السوق أن يمسك بنصالها خشية أن تصيب مسلما ، ونهى عن الإشارة للأخ بسلاح ولو مازحا لا ينزع الشيطان في يده فيق في حفرة من النار ، فكيف بمن وجه سلاحه إلى صدور المسلمين ورءوسهم لا يعبأ بحرمتهم مستهينا بدمائهم وأرواحهم ؟!
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " ، وعن الحسن قال : " خرجت بسلاحي ليالي الفتنة، فاستقبلني أبو بكرة ، فقال : أين تريد ؟ قلت : أريد نصرة ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا التقى المسلمان بسيفهما ، فالقاتل والمقتول في النار ، قيل فهذا القاتل .. فما بال المقتول ؟ قال : أراد قتل صاحبه " مع أن عليا رضي الله عنه كان أمير المؤمنين الخليفة الراشد ، الذي بغى عليه من خالفه ، فكيف بالفتن التي تلتبس فيها الأمور ؟ وإنما تبنى فيها القرارات على أساس الظنون والتحليلات المزعومة ، بلا بينات حقيقية .
فليبذل كل واحد منا غاية جهده في صرف الناس عن سفك الدماء المعصومة بغير حق ، ولنسع جميعا إلى إزالة الاحتقان ، ودعوة الجميع إلى الحكمة والتأني ، والنظر في عواقب الأمور والمآلات ، عسى الله عز وجل أن يحفظ بلادنا آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين .
www.anasalafy.com
موقع أنا السلفي
كتبه / ياسر برهامي .
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم ... أما بعد .. .
فمشهد ميدان العباسية في غاية الألم ، كم كنا نحذر من هذه السلوكيات والأفكار التي يريد البعض من خلال نشرها الوصول للفوضى والدمار ، غير عابئ بما يسفك من دماء وما ينتهك من حرمات ونحن في هذه المحنة العصيبة ، التي ندعوا الله أن يخرج مصرنا الحبيبة وشعبنا الطيب منها بسلام .
ونذكر الجميع بما قال الله – سبحانه وتعالى : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء: 93) ، نحذر من تأويل الجاهل أو تحريف المضل يقنع المرء به نفسه أو غيره بأن ما يفعله ليس قتلا لمسلم بغير بحق ، بل هو نصرة للحق ، أو دفعا لظلم أو دفاعا عن النفس ، بل ربما كان هو المبطل والظالم والمعتدي ، ونحذر من الوقوع في الهرج الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِي أَيِّ شَيْءٍ قَتَلَ وَلَا يَدْرِي الْمَقْتُولُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قُتِلَ "[مسلم : (2908)] . القاتل والمقتول في النار .
ولا تكفي النيات الحسنة في دفع الإثم عمن شارك في قتل مسلم ، ولا اتباع الظنون التي لا بينة عليها ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ "[ البخاري : 5144 ، مسلم : 1413] ، قال تعالى : ( إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً ) (يونس: 36) .
ونذكر الجميع بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا " [ البخاري : 6862، أحمد : 5648] ، وبقوله : " أو ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء " متفق عليه . وقال : لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث : كفر بعد إيمان ، زنا بعد إحصان ، والنفس بالنفس " .
ولنحذر من دعاوى التكفير الجاهلة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ومن قال لأخيه يا كافر ، فهو كقتله " وقال : " من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما " .
وليعلم كل مشارك في الفتن أن توبة القاتل للمسلم عمدا غير مقبولة عن ابن عباس وغيره ، والصحيح أنها لا تسقط كل الإثم ؛ لأنه يبقى حق المقتول ، يأتي يوم القيامة وأوداجه تشخب دما ، يقول يا رب سل هذا فيم قتلني ، حتى لو أخذ أوليا المقتول حقهم بالقصاص أو بالدية أو بالعفو ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : " نزلت هذه الآية : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ ...) الآية (النساء: 93) وهي آخر ما نزل وما نسخها شيء ".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن بين يدي الساعة لأياما ينزل فيها الجهل ، ويرفع فيها العلم ، ويكثر فيها الهرج " والهرج : القتل ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حمل علينا السلاح فليس منا " وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أمر من مر بسهام في المسجد أو السوق أن يمسك بنصالها خشية أن تصيب مسلما ، ونهى عن الإشارة للأخ بسلاح ولو مازحا لا ينزع الشيطان في يده فيق في حفرة من النار ، فكيف بمن وجه سلاحه إلى صدور المسلمين ورءوسهم لا يعبأ بحرمتهم مستهينا بدمائهم وأرواحهم ؟!
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " ، وعن الحسن قال : " خرجت بسلاحي ليالي الفتنة، فاستقبلني أبو بكرة ، فقال : أين تريد ؟ قلت : أريد نصرة ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا التقى المسلمان بسيفهما ، فالقاتل والمقتول في النار ، قيل فهذا القاتل .. فما بال المقتول ؟ قال : أراد قتل صاحبه " مع أن عليا رضي الله عنه كان أمير المؤمنين الخليفة الراشد ، الذي بغى عليه من خالفه ، فكيف بالفتن التي تلتبس فيها الأمور ؟ وإنما تبنى فيها القرارات على أساس الظنون والتحليلات المزعومة ، بلا بينات حقيقية .
فليبذل كل واحد منا غاية جهده في صرف الناس عن سفك الدماء المعصومة بغير حق ، ولنسع جميعا إلى إزالة الاحتقان ، ودعوة الجميع إلى الحكمة والتأني ، والنظر في عواقب الأمور والمآلات ، عسى الله عز وجل أن يحفظ بلادنا آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين .
www.anasalafy.com
موقع أنا السلفي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى