محطات مع قطار الزمن و ضيف فى صالون ابو رمضان

محمد الهلالى كتب: ( المحطة الأولى مع قطار الزمن )
المولد : أعلنت عن مولدى باطلاق أول صرخة يوم السادس من يناير عام 1948م
النشأة : نشأت فى أسرة بسيطة..يتيم الأب..عشت فى كنف أمى.. وجدى وجدتى ..
يضمنا جميعا حى شعبى..ذو طابع خاص .. وسمة مميزة..وأستأذن فى القاء بعض
الضوء على طبيعة الأحياء الشعبية فى فترة الخمسينيات كما عشتها ..كما يلى :
* الجيران يعيشون ويتعايشون معا.. تجمعهم روابط اجتماعية متينة..ينعكس أثرها
على معاملاتهم ..كانت العمارة التى نشغل احدى شققها..تضم خمس عشرة شقة..
يسكنها خمس عشرة أسرة..وكل سكان العمارة ..كبيرهم وصغيرهم ..
ليسوا فى حاجة الى التعارف ..أبواب شققهم كلها مفتوحة..معظم أوقات النهار..
يخيل لمن يراها بمنظور اليوم ..أن شقق كل دور تسكنها أسرة واحدة ..
ليس معنى ذلك ..أن الناس كانوا ملائكة لايخطئون ..بل أن خلافاتهم كانت تذوب
وتنتهى بمجرد ظهورها..من شدة روابطهم الاجتماعية .. أما عن أرباب الأسر
العائدين بعد انتهاء عملهم وتسوقهم..حاملين الفاكهة فى أكياس من الورق ..
يقابلون الأطفال أثناء صعود السلم ..فينال الأطفال نصيبهم من الفاكهة ..
( قارن بما يحدث الآن )

لا وجه للمقارنة - وبكل أسف - الجيران الآن يقطنون في نفس الطابق وبيكون بينه وبين جاره مجرد حيطة وما يعرفوش بعض وممكن يقابلوا بعض على السلم أو في المصعد ويفتكره غريب ... غريب زماننا ده يا أستاذنا
مع إن الرسول الكريم اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد - أوصانا بالجار ففي الحديث الشريف : " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه " - متفق عليه
أما عن الليل والسهر وما يحويه من سمريتمتع به سكان العمارة فكان كالتالى:
يتجمع بعض الأسر( الزوج /الزوجة / الأبناء ) فى احدى شقق الدور الأرضى
ويلعبون بورق الكوتشينة مع استبعاد كل الصور ماعدا صورة واحدة..
ثم يوزع الورق على أرباب الأسر وعددهم أربعة..ويتناوبون اختيار ورقة دون
رؤيتها..وكل ورقتان متشابهتان يتم استبعادهما ..حتى الانتهاء من استبعاد الورق
المتشابه..وتتبقى الصورة..لدى أحدهم فيتم الحكم عليه..بتنفيذ مطلب معين..
وتأتى مفاجآت الحكم ..فمرة يطلب منه..خطف عود قصب..من أحد الصعايدة
الذين كانوا فى تلك الفترة..يمسكون بعود القصب..يمصون منه بطوله..وبمجرد تنفيذ الحكم..تحدث المطاردة بين الصعيدى..ومن خطف منه عود القصب ..
ونحن من ورائهما نتابع الموقف .. وهكذا تمر الليلة ..بما فيها من سمر..
ههههههه ... اللعبة دي بنسميها الشايب يا أستاذنا

عودة الى ضيف الرحلة فى أول محطة ..
أول يوم..فى أول عام دراسى.. فى حياتى ..فى الصباح ..أمى تشير الى من
النافذة..وأنا متوجه الى مدرستى بمفردى والتى كانت تبعد عن منزل حوالى
كيلو متر ..وكنت مرتديا بدلة لونها زيتى..ذات بنطلون قصير ..وتصادف مرور
سيدة تمسك بيد ابنها..ومتوجهة أيضا الى نفس المدرسة..وعند وصولى الى المدرسة
وأنا أمد يدى فى جيبى..خرجت وبها بضعة جنيهات..فقمت بتوزيعها على من حولى
من زملائى الجدد.. كريم طووول عمرك
الا أن السيدة ..السابق مرورها أمام منزلى..قامت بجمع الجنيهات التى وزعتها على الزملاء..وانصرفت بها..وعند العودة من المدرسة
سألتنى أمى عن النقود..فأخبرتها بما حدث منى ومن السيدة..وعرفت منها أن
السيدة..أعادت اليها النقود..بعدها أصبحت السيدة ..تترد علينا للزيارة..كما أن
ابنها صار زميلى..حتى انتهاء المرحلة الابتدائية..
الى اللقاء .. فى المحطة الثانية.. من الرحلة..
.. تحياتى.........

* الجيران يعيشون ويتعايشون معا.. تجمعهم روابط اجتماعية متينة..ينعكس أثرها
على معاملاتهم ..كانت العمارة التى نشغل احدى شققها..تضم خمس عشرة شقة..
يسكنها خمس عشرة أسرة..وكل سكان العمارة ..كبيرهم وصغيرهم ..
ليسوا فى حاجة الى التعارف ..أبواب شققهم كلها مفتوحة..معظم أوقات النهار..
يخيل لمن يراها بمنظور اليوم ..أن شقق كل دور تسكنها أسرة واحدة ..
ليس معنى ذلك ..أن الناس كانوا ملائكة لايخطئون ..بل أن خلافاتهم كانت تذوب
وتنتهى بمجرد ظهورها..من شدة روابطهم الاجتماعية .. أما عن أرباب الأسر
العائدين بعد انتهاء عملهم وتسوقهم..حاملين الفاكهة فى أكياس من الورق ..
يقابلون الأطفال أثناء صعود السلم ..فينال الأطفال نصيبهم من الفاكهة ..
( قارن بما يحدث الآن )